مع ثورة النت كاعلاميين لا نتحدث فقط ولكن ايضا نستمع باهتمام الى افكاركم فاهلا بتعليقاتكم ...مع ثورة النت نتحول كاعلاميين من متحدثين محترفين الى مستمعين محترفين اى الى باحثين فى تعليقاتكم عن كل ما يدفع الحياه الى الأمام...كلنا نحب ان يسمع الناس آراءنا...وهذه فرصه ذهبيه ليسمع الناس آراءك

الثلاثاء، ١١ رجب ١٤٣٤ هـ

تشويه الجمال فى الأسكندريه بعد انتشار الأفكار المتطرفه

على بعد أمتار قليلة من شاطئ مدينة الإسكندرية، شمالي مصر، اعتاد المارة على مدار 51 عامًا تقريبا أن يشاهدوا تمثال «عروس البحر» متألقًا باللون الأبيض الناصع، حتي فوجئوا به خلال الأسبوع الحالي وقد تحوّل إلي اللون الأزرق بعد أن ألقى عليه مجهولون طلاءً، وكتبوا عليه باللغة الإنجليزية كلمة «مقاطعة»، دون توضيح لهويتهم.

وأثار الحادث جدلاً بين مثقفي وفناني الإسكندرية، الذين اعتبروا أن هناك محاولة تشويه متعمدة من قبل متشددين دينيًا للتمثال، الذي كثيرًا ما رآه المحافظون من أهل المدينة «يمثل مشهدًا خادشًا للحياء». إلا أن قياديًّا بحزب النور السلفي بالإسكندرية نفى أي علاقة للدعوة السلفية بهذا الحادث.

ويحاكي التمثال، الذي أبدعه الفنان المصري الراحل فتحي محمود عام 1962، أحد مشاهد أسطورة يونانية قديمة، حيث يجسّد الإله الإغريقي زيوس في هيئة الثور وامرأة هي أوروبا الجميلة التي استسلمت له، وتعلوهما أشرعة بيضاء تمثل العبور في الزمن والمكان إلى فضاء العظمة في التاريخ، واللون الأبيض للتمثال يشير إلى النور الذى تبادلته الإسكندرية مع أوروبا.

وبدأ الجدل عقب قيام المصوّر السكندري عبد الله داوستاشي بتصوير التمثال المشوه ونشر الصور علي الإنترنت، حيث قال داوستاشي، لمراسلة «الأناضول»، إنه صوّر التمثال مساء السبت الماضي و«صعق حين رآه مشوهًا»، مضيفًا أنه قام بتصويره بهدف فضح الاعتداء على الفن، متهمًا من وصفهم بـ«الإسلاميين المتطرفين» بالقيام بذلك، على حد تعبيره.

وشنّت صفحة «عيون أليكس»، المتخصصة بنشر أحداث مدينة الإسكندرية على موقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك»، حملة لإنقاذ التمثال ما دفع مجموعة من النشطاء والفنانين لمحاولة تنظيف التمثال.

واعتبر القائمون على صفحة «عيون أليكس» أن التمثال يمثل دلالة على عراقة مدينة الإسكندرية «التي امتزجت فيها الحضارة اليونانية والرومانية بحضارة الشرق، والتي كانت منارة الدنيا لأكثر من ستة قرون عرفت بالعصر السكندري، وشملت الحقبة البطلمية وبعضاً من الحقبة الرومانية قبل الفتح الإسلامي لمصر»، على حد قولهم.

وأضافت الصفحة أن «التمثال لم ينج من عوامل التعرية ويد الإهمال، وبعد أن ظل في حالة مزرية لسنوات جرى ترميمه عام ٢٠١٣ وبعد أقل من ٣ أشهر على ذلك امتدت إليه يد التخريب والتشويه بالطلاء».

فيما دعا أحمد عصمت، مدير مجلة «أليكس أجندة»، وهي مجلة شهرية محلية مهتمة بالأحداث الثقافية والفنية، إلى تكوين لجنة تضم مثقفي وفناني الإسكندرية «الغيورين على تاريخها الذي شهد تخريبًا متنوعًا خلال السنوات الماضية»، على أن تكون إحدى مهامها ترميم التمثال بأسرع وقت، معتبرًا أنه «من رموز المدينة»، على حد قوله.

وتعليقًا على الواقعة، قال عصمت لمراسلة «الأناضول»: «أنا مصدوم ومنزعج لأنها ليست حادثة الاعتداء الأولى على هذا التمثال العظيم، فقد كُسر قرن التمثال قبل حوالى 3 أشهر وتم ترميمه».

وأبدى استغرابه من تكرار الاعتداء على التمثال خاصة أن موقعه يوجد به حرس تابع للقوات المسلحة وأيضا حرس مكتبة الإسكندرية.

من جانبه، رفض طارق حسن، سكرتير حزب النور السلفي بالإسكندرية، ربط الواقعة بالدعوة السلفية.

وقال لمراسلة «الأناضول»: «لا أظن أن أحد المنتمين لحزب النور أو الدعوة السلفية قام بهذا الفعل، والدليل أن التمثال موجود منذ فترة كبيرة أمام أنظار السلفيين، ويتعرّض له أحد».

وتابع: «نرفض وجود التماثيل لأسباب دينية، ولكننا في الوقت نفسه نرفض واقعة التشويه؛ لأن محاولة إزالته بهذه الطريقة تجلب ضررًا أكثر من النفع».

وختم حسن بقوله «إننا لم نقم بهذه الواقعة، لأننا نرى أن الأفضل هو توعية الناس وتكوين قناعة داخلية بينهم أولا».

ليست هناك تعليقات: