مع الذكرى الثانية لثورة يناير يظل مشهد شاب المدرعة أيقونة لهذه الثورة هذا الشاب الذى حجز لنفسه مكاناً فى الصفوف الأولى لمفجري ثورة يناير حيث سيظل هذا المشهد رمزاً للتحرير ، للوقوف ضد القوة الغاشمة ونزع الخوف .
ظل حتى الآن لا يعرفه أحد لم يريد أن يذكر اسمه ولا حتى أن يظهر فى أى من وسائل الإعلام ، أراد أن يظل المشهد كما هو في مخيلة الجميع يحمل عنوان " اثبت مكانك " .
شاب المدرعة رفض أن تنتج قناة الجزيرة فيلما تسجيليا عنه فقط ، في الوقت الذي سارع و حجز الكثيرون حلقات كاملة في برامجها يتحدثون عن أمجادهم ويومياتهم في الثورة وكأنهم حاملون مفاتيح ميدان التحرير وأصحاب " صك الثورية " .
رفض أن يكتب في إحدى الصحف الكبرى تحت اسم "شاب المدرعة " دون أن يعرف أحد هويته ليظل هذا المشهد كما يريد وكما وصفه " مجرد شاب مصري أراد أن يقف ضد رمز للقوة الغاشمة للنظام الذي ظل 30 عاماً على كرسي الحكم " .
شاب المدرعة مهندس ناجح في عمله من أسرة متوسطة والده يشغل مركز مرموق لم يخبر أسرته أن ابنهم هو هذا الفتى الشجاع الذي التقطت صورته وكالات الأنباء واحتل غلاف التايمز ووصفته الريبوبليكا الإيطالية بالشجاع .. حتى عرفوا بالمصادفة وعن طريق الصور التي التقطت له من قريب يوم الواقعة ، فهو حتى الآن لا يتحدث مع أحد ممن يعرفون أنه هو هذا الشاب ولكنه يحتفظ بملابسه التى كان بها يوم جمعة الغضب فكلما نظر إليها تذكر ذلك اليوم .
اختفى من يستحق أن يكون رمزا للثورة رافضا الظهور في كل برامج "التوك شو" ولو في مداخلة هاتفية .. في الوقت الذي سعى فيه المئات يبحثون عن بطولة زائفة على أفيش الثورة المصرية لتمتلىء البرامج بالنشطاء السياسيين والمحللين والصحفيين و عشرات الإتلافات والجمعيات والجماعات وأصحاب الأحزاب القديمة " اللى ماكنش لهم صوت " .. والجديدة اللى بيحجزوا مكان ع ناصية باسم الثورية " .. هو حضرتك بتشغل إيه .. أنا ناشط سياسيي !!
شاب المدرعة الذى لا ينتمى إلى أى فصيل أو حزب سياسي أراد رسالة بصمته " أنا مش إخواني ولا سلفي مش ليبرالي ولا علماني ، مش مهم ديانتي أيه ، شكلى أيه ، غنى ولا فقير ولا ابن مين فى مصر .. أنا مصري وبس " عايش كل همومك .. حالك من حالي .. أنا أخوك اللي كان كتفه في كتفك في الميدان لحظة مرور الرصاصة ما بينا ومش عارفين مين الحى ومين الشهيد " .
المهندس الشاب فى الحوار الوحيد الذى أجريته معه منذ عام قال " لم أفعل ذلك من أجل الظهور فى الإعلام والشهرة ولكن ليظل المشهد لكسر حاجز الخوف و أن الشعب والشباب المصري لا يخاف ".
واستشهد بمشهد حدث فى 5 يونيو عام 1989 خلال الاحتجاجات التي اجتاحت الصين عندما وقف رجل أمام 4 دبابات ولقب هذا الشخص وقتها باسم " تانك مان " أو رجل الدبابة هذا الرجل لم يعرفه أحد حتى الآن وظل رمزا لهذه الاحتجاجات وظلت صورته تمثل رمزا لانتهاء الحرب البادرة مؤكدا أن هذا الشخص أفضل منه لأنه كلما كانت تتحرك الدبابة تحرك باتجاهها ووقف أمامها " .
ويروى المهندس الشاب ما حدث يوم 25 يناير "كنت فى شارع القصر العيني وعندما تقدمت سيارة الشرطة تجاهنا تقدمت مسرعا ووقفت أمامها حتى لا يشعر أحد منا بالخوف من سطوة النظام كان ذلك فى حوالي الرابعة عصرا .. بعدها وخلال الاشتباكات أصبت فى رأسي وفقدت الوعي للحظات بعدها تم اعتقالي من أمام مجلس الشعب بشارع القصر العيني لمدة 3 أيام تم التحقيق معي ووجهت لي اتهامات بالتعدي على ضباط الشرطة ومحاولة قلب نظام الحكم ولكن النيابة اخرجتنى " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق