مع ثورة النت كاعلاميين لا نتحدث فقط ولكن ايضا نستمع باهتمام الى افكاركم فاهلا بتعليقاتكم ...مع ثورة النت نتحول كاعلاميين من متحدثين محترفين الى مستمعين محترفين اى الى باحثين فى تعليقاتكم عن كل ما يدفع الحياه الى الأمام...كلنا نحب ان يسمع الناس آراءنا...وهذه فرصه ذهبيه ليسمع الناس آراءك

الخميس، ١٤ صفر ١٤٣٤ هـ

مصر الى اين


عين رئيس وزراء الهند، سيد آصف إبراهيم مديرا لمكتب المخابرات الهندية (وكالة المخابرات الداخلية).

وإبراهيم رجل مسلم. والهند غالبيتها من الهندوس، لكنها أيضا ثالث أكبر بلد إسلامى. ويأتى أكبر تهديد لأمن الهند اليوم من جانب المتطرفين المسلمين. وتعيين الهند مسلما لرئاسة المخابرات لهو صفقة كبيرة جدا. لكنه يشكل أيضا جانبا من تطور تمكين الأقليات. ورئيس وزراء الهند ورئيس أركان جيشها اليوم من السيخ، ووزير خارجيتها ورئيس محكمتها العليا من المسلمين. وهذا أشبه بأن تعين مصر رئيس أركان لجيشها مسيحيا قبطيا.

ستقول: «هذا غير معقول».
يقول خبير الديمقراطية بجامعة ستانفورد، لارى دياموند، مؤلف كتاب «روح الديمقراطية: النضال من أجل بناء مجتمعات حرة فى أرجاء العالم».
هناك فرق، كما يقول دياموند، بين فلسفة وخلفاء المهاتما غاندى وسيد قطب، النور الهادى للإخوان المسلمين. إذ يقول دياموند إن «نهرو لم يكن قديسا، لكنه حاول الحفاظ على روح التسامح والتوافق، واحترام القواعد». كما كان يثمن التعليم. وبالمقابل، كما يرى دياموند، «يبعد قادة الإخوان المتشددون، الذين يجلسون فى مقعد القيادة منذ بدأت مصر التحرك باتجاه الانتخابات، المعتدلين داخل التنظيم، ويستغلون سلطات الطوارئ، ويضربون خصومهم فى الشوارع، ويسعون الآن إلى التعجيل بإصدار دستور يفتقد إلى التوافق رغم أنف شرائح كبيرة من المجتمع المصرى التى تشعر بالاستبعاد والافتئات على حقوقها».
نعم، الديمقراطية مهمة. لكن الإخوان المسلمين بحاجة لأن يدركوا أن الديمقراطية أكبر من أن تقاس بمجرد الفوز فى الانتخابات. إنها ترعى ثقافة التعدد والحوار السلمى، حيث يحظى القادة بالاحترام بمفاجأة المعارضين بالحلول الوسط وليس الإملاء. وقد قال عالم الاقتصاد الهندى الحائز على جائزة نوبل، امارتيا سن، إن تاريخ الهند المتحدر من الحوار والنقاش هو الذى أعدها لاستقبال المؤسسات الديمقراطية الرسمية.
من المؤكد أن الهند لا زالت تعانى مشاكل فى الحوكمة ولا يزال مسلموها يعانون التمييز. إلا أن «الديمقراطية مهمة»، كما يقول تفيل أحمد، الهندى المسلم، الذى يدير مشروع دراسات جنوب آسيا بمعهد أبحاث إعلام الشرق الأوسط؛ لأن «الديمقراطية فى الهند هى التى استطاعت، على مدى ستة عقود، إزاحة العوائق الأساسية، مثل الطبقة الاجتماعية والقبيلة والدين؛ لتفسح الطريق أمام القطاعات المختلفة من المجتمع للصعود حسب جدارتهم»، وهو ما حدث بالضبط فى حالة إبراهيم
وتحتاج مصر الآن، وأكثر من أى وقت مضى، إلى تبنى ثقافة الحوار، والنقاش السلمى المحترم والذى كان مقموعا تماما على عهد مبارك بدلا من إلقاء الحجارة، والمقاطعة، وترويج المؤامرات المزعومة وانتظار إدانة أمريكا لهذا الطرف أو ذاك، والذى ساد المشهد السياسى قبل الثورة. فالانتخابات بدون ثقافة مثل كمبيوتر بلا برامج. ولن تؤتى ثمارها.


هناك تعليق واحد: