مع ثورة النت كاعلاميين لا نتحدث فقط ولكن ايضا نستمع باهتمام الى افكاركم فاهلا بتعليقاتكم ...مع ثورة النت نتحول كاعلاميين من متحدثين محترفين الى مستمعين محترفين اى الى باحثين فى تعليقاتكم عن كل ما يدفع الحياه الى الأمام...كلنا نحب ان يسمع الناس آراءنا...وهذه فرصه ذهبيه ليسمع الناس آراءك

الجمعة، ٣٠ جمادى الآخرة ١٤٣٤ هـ

اسرار سوق الجوارى الجديد فى مصر

فى قرى الزواج السياحى.. هنا تباع القاصرات على يد مأذون
زوجات..ولكن أطفال
عيادات طبية لأطباء مشهورين يقومون «بترقيع غشاء بكارة القاصر» قبل زواجها مرة أخرى بموافقة من أهلها طمعًا فى مبالغ أكبر



محامى الزواج السياحى: «مش باسيب بنت تمشى فى الطريق البطال.. كله برضا أهلها ورضاها.. والقرآن لم يشترط سنًا للزواج»



أسماء تزوجت 16 مرة وأنجبت طفلين رفض آباؤهم نسبهم.. وأبوها جمع مليونــًا ونصف المليون جنيه من تزويج بناته الأربع



الفتيات تقفن فى طابور للعرض على الأثرياء العرب.. والإقبال على البنات من سن 12 إلى 17 عامًا.. ومن تبلغ العشرين يتوقف الطلب عليها



50 ألف جنيه سعر العذراء .. و20 ألف وأقل لـ«الثيب» .. وعمولة السمسار فى الزيجة الواحدة تصل إلى 40 ألف جنيه



قرى الجيزة أهم مراكز زواج المسيار



8.3% من بنات مركز الحوامدية تزوجن قبل 18 عامًا.. والنسبة تصل إلى 14.9% فى «منى الأمير»



لهن وجوه وأعمار الطفلات البريئات، وتجارب وأحزان النساء المجربات. هذا هو حال الفتيات القاصرات ضحايا الزواج السياحى، اللاتى دفع الفقر المدقع أو الطمع الجشع أهلهن لتزويجهن مرارا لأثرياء عرب.



طفلات يعشن حياة المتزوجات، وينجبن بدورهن أطفالا يقاربونهم فى تعاسة المصير، بلا أب أو نسب أو هوية.



 «الشروق» تخترق عددا من قرى الزواج السياحى، عبر حوارها مع فتاة تزوجت لأكثر من 16 مرة، طلبت عدم التصوير أو ذكر اسمها الكامل خوفا من الفضيحة، لكنها تتحدث وهى تأمل أن يكون كلامها بداية انتهاء هذه الظاهرة، وانقاذ قريناتها من مصير مشابه.بصوت منخفض مكسور عميق، كأنها تخاطب شخصا غائبا، قالت أسماء «أنا ماليش ذنب فى زواجى أكثر من مرة، والدى ووالدتى هما اللى وافقوا وهما اللى جوزوا». تجارب الزواج التى مرت بها الفتاة العشرينية من أثرياء عرب، وصلت إلى ما يقرب 16 مرة، حسبما تتذكر.



فى العام الذى تبلغ فيه الفتاة فى قريتى طموه والعجيزية بمحافظة الجيزة، سن 12 عاما وحتى بلوغها 16 سنة، تبدأ أسرتها فى عرضها للزواج من ثرى عربى، ويذهب الأب أو الأم لسمسار الزواج بالمنطقة، لإيجاد زوج مناسب لابنتهم.



القصة تبدأ بنزول رجل عربى ثرى إلى مطار القاهرة ليقضى فترة إجازته، بينما ينتظره العديد من سائقى التاكسى، وبمجرد ركوبه يبدأ السائق فى عرض خدماته على السائح، ومن بينها توفير عروس جميلة وصغيرة تسليه خلال فترة إقامته فى مصر.



أول زيجة لأسماء كانت وهى فى الثالثة عشرة من عمرها، وخلال 5 سنوات تالية تزوجت 16 مرة أخرى، ثم توقف الاقبال عليها عندما بلغت 19 عاما، «عندما تكبر البنت وتصبح 20 سنة، تصبح فرصها فى الزواج شبه منعدمة، لأن العرب يفضلون الصغيرات لكى يشعروا معهم بأنهم شباب، بالإضافة إلى أن الطفلة فى هذا السن لا تدرك معنى الزواج ولا يمكنها معرفة مرضه».





عدة المطلقة


أقصى مدة زواج قضتها أسماء مع زوجها كانت شهرا، على حد قولها، فهناك زيجات لم تتعد مدتها يومين، تقول «أنا متعودة أنى أتجوز رجال سعوديين وأمارتيين وبحرانيين وكويتيين، أنا اتجوزت 8 سعوديين و5 بحرانيين و3 أو أكثر من الإمارات، ومعرفش حاجة اسمها عدة المطلقة، العدة بتكون للفتيات اللى بيتجوزوا جواز لآخر العمر».



أسبوعان أو شهران أو سنة بحد أقصى، هو عمر العلاقة التى تربط بين ثرى عربى وطفلة مصرية فى علاقة الزواج السياحى، وتتوقف المدة على سلامة العقد والمهر وموافقة ولى الأمر. فى بعض الحالات تكون الزيجة مثمرة جدا، حيث يظل العربى مغدقا على عروسه بالمال طوال مدة الزواج، بحيث تستغنى به الأسرة عن زيجات مقبلة، لكن الرغبة فى الثراء، والخوف من الجوع، والفقر، يدفع بعض الأهالى إلى التمادى فى بيع فتياتهم، حسب أهالى المنطقة.



بدون نسب


فى أحيان كثيرة تكون حصيلة الزواج أطفالا بلا نسب، بلا أب، وبلا هوية، فالزوجة بعد الطلاق تعانى من صعوبة إثبات نسب الأطفال لأبيهم الخليجى الثرى العربى، وهذا ما واجهته أسماء التى قالت مرتجفة «نسبت أبنائى لأبى بعد لجوئى لمحكمة لإثبات العلاقة الشرعية، ولكن فشلت فى نسب الطفل إلى أبيه».



طفلان من أبوين سعوديين هما نتاج زواج أسماء المتكرر، أنجبتهم فى سن 16 و18 سنة، وأجهضت 3 مرات، «والدى أجهضنى أكثر من مرة، والطفلان حاولنا اجهاضهما، لكن الله أراد أن يأتيا للحياة، وهذا جعل والدى كل يوم يضربنى لأنى ضيعت سنتان بدون جواز بسبب حملى، وفى مرة حملت من رجل بحرينى ولكنه أجهضنى. عندما عرف بحملى سلط عليا سيدات ضربونى حتى أجهضونى، لأننى لم أتبع التعليمات فى منع الحمل»، تقول أسماء.



طابور النخاسة


سلعة تباع بثمن بخس للخروج من مشكلة اقتصادية، هكذا تتذكر أسماء المشهد الذى وقفت فيه فى صف واحد بجوار بعض الفتيات من قريتها، حيث كان يعاينهن عدد من الرجال العرب، ويختارون من بينهن واحدة أو أكثر، «يستمر الزواج لفترة ولو عجبته أسافر معه لفترة بعقد عمل، ثالث جوازه ليا وقفت فى طابور عرض مع البنات واختارنى رجل سعودى كان عمرة 62 سنة تقريبا، وتزوجته ما يقرب من شهر، منها 4 أيام فى مصر، وعندما عجبته سافرت معه، وفوجئت بخدمتى لأربع زوجات له رسمى و18 طفلا وعدد كبير من الأحفاد لا أستطيع عدهم».



إجادة اللغة الإنجليزية كتابة وتحدثا، جمال الوجه، رشاقة القوام، اللباقة، عدم الإنجاب، قدرتها على المشاركة فى الحفلات الخارجية، صفات يشترطها رجل الأعمال الخليجى فى زوجته المؤقتة، بحسب أسماء.



أب عاطل


الأسرة التى توافق على بيع بناتها مقابل أموال غالبا ما يكون الأب فيها عاطلا، تليها بفارق بسيط الأسر الفقيرة التى يعمل فيها رب الأسرة بدخل بسيط.



والد أسماء عاطل لا يرغب فى العمل وأطماعه لا تتوقف، عرض أقارب كثيرون الزواج بها، ولكنه رفض وفضل تزويج ابنته مقابل أموال طائلة، لرغبته فى الثراء السريع، وجمع من زواج أسماء ثروة تبلغ 240 ألف جنيه، حيث كانت أقل زيجة يحصل منها على 10 آلاف جنيه، وأحيانا كان يتقاضى المقابل بالدولار، حسب أسماء.



استطاعت الفتاة أن تهرب من أسرتها بأبنائها من القرية التى كانت تسكن بها، لتعمل الأن حارسة عقار بإحدى المبانى، «سكان العقار يعلمون تاريخى ولكنهم يشفقون علىّ وعلى أبنائى، وربنا أعلم أننى لم أختر هذا الطريق بإرادتى، ولكننى أجبرت عليه، وعندما استطعت ايجاد طريق آخر للرزق هربت فورا ومعى ثروة 150 ألف جنيه أدخرها لأبنائى وللمستقبل».



استطاعت أسماء الهرب لكن أخواتها لم يستطعن، «عندى 8 أخوات من والدى و3 من أمهات غير والدتى، ولى 3 أخوات بنات تزوجن بنفس الطريقة من رجال عرب، واستطاع والدى تحقيق ثروة من ورائنا جميعا تقترب من مليون ونصف جنيه».



طفولة ضائعة


فى غرفة صغيرة أسفل العقار الذى تعمل به اسماء، تجلس فى أحد الأركان، بينما يلهو حولها ابناها، اللذان لم يتجاوزا سن 7 سنوات، الجميع يعتقد أنها سعيدة بأنها جمعت أموالا طائلة من وراء كثرة الزيجات، لكنهم لا يدركون ما بداخلها من حزن وأسى عميق لم تبح به لأحد منذ أن قرر والدها قتل فرحتها وتزويجها فى بداية طفولتها.



كثير ما يصيب الفتيات الصغيرات أزمات نفسية لما يتعرضن له من حالات اغتصاب من الزوج الثرى تحت عباءة الزواج، «طيلة سنوات زواجى كنت مصابة بحالة نفسية لما كنت أراه يوميا من ضرب واهانة، وطلبات شاذة من أزواجى، الذين كانوا يطلبون أشياء لا يطلبونها من زوجاتهم الرسميات، وعندما كنت أرفض كان زوجى يتصل بأبى أو أمى اللذين كانا يحضران بسرعة وينهالان على بالضرب حتى فقدان الوعى أمام زوجى».



الإهانة التى كانت تتعرض لها أسماء من أزواجها، والتى كان أقلها الضرب، كانت متعددة الاشكال، «أحيانا كانوا يطلبون منى معاشرة أصدقائهم العرب، وأنا زوجته، وعندما كنت أرفض كان يضربنى، وكنت أطلب من أمى أن ترحمنى وكانت تقول انتِ محظوظة هو فى زيك ده فى ناس تتمنى تكون فى ربع جمالك عشان تتجوز، وكانت تغضب فقط عندما أعاشر صديق لزوجى بدون مقابل».



السمسار والمحامى


السمسار هو الوسيط بين الثرى العربى وأهل الفتاة، ويلعب دورا مهما فى محاولة اقناع الأسر الفقيرة وإغرائهم بالمال لتأجير بناتهم للسائحين العرب بعقد عرفى غير رسمى. «السمسار شيطان بوجه بنى آدم يتاجر بعرض بنات لا يعرفن معنى الزواج لخدمة مصالحه الشخصية»، على حد تعبير أسماء.



فى الزيجة الواحدة قد تصل عمولة سمسار الزواج السياحى إلى 40 ألف جنيه، ومنح العروس من 5 إلى 10 آلاف جنيه، ويصبح هو أكبر الفائزين فى الصفقة.



غالبية السائحين العرب، الذين قابلناهم فى الحوامدية، يزورون مصر «للسياحة الجنسية»، فضلا عن أنهم يرون أن هذا النوع من الزواج أرخص من بائعات الهوى.



المحامى الذى يكتب عقد الزواج العرفى لمدة محددة ربما تكون لساعات أو يوم واحد فقط ليضفى شيئا من الشرعية، هو الطرف الآخر المستفيد، وتكون نسبته 25% من مبلغ العروس «كان عمرى 12 عاما حين مضى والدى على عقد قرانى لأول مرة، وكان ذلك أمام والدتى والمحامى والسمسار، وجاء المحامى بشخصين ليشهدا على العقد، وأخد ألفين جنيه أجرته، ثم ضحك لى وباركلى وقالى متزعّليش جوزك».



اعترف وقتها المحامى لأسماء بأنه كتب عقودا لأكثر من 400 بنت، «مش باسيب بنت تمشى فى الطريق البطال، كله برضا أهلها ورضاها هى أيضا والقرآن لم يشترط سن للزواج»، تذكرت أسماء حديثها عن المحامى الذى كان دائما يعقد لها عقود زواجها الباطلة والذى طالما برر لها أفعاله.



زواج ومرض


الإيدز والزهرى وفيروس الالتهاب الكبدى «بى»، عدة أمراض منتشرة بين العديد من الفتيات فى منطقة طموه والعجيزية وقرى أخرى تمارس مشروع الزواج السياحى، على حد قول عدد من أهالى القرية. «كنت فى كل مرة باتجوز فيها باخاف من انتقال عدوى من زوجى، وكنت باقلق بشكل خاص من مرض الإيدز، وذات مرة عرض علينا السمسار عريس بحرينى يحمل المرض، وأخبرنا أنه سيدفع 100 ألف جنيه، ولكن والدى رفض»، حسب أسماء.



دعارة دولية


أسماء لم يقتصر زواجها من رجال عرب داخل مصر، بل طلب منها أحد السماسرة تزويجها فى احدى الدول العربية، «تزوجت رجلا بحرينيا وكان هو فى بلده يقوم بتنظيم عمليات الزواج، وبالفعل وافق والدى وسافرت معه وفوجئت بكم كبير من البنات متعددى الجنسيات ولكن أغلبهن من مصر يتزوجن لأيام محدودة».



«عندما سافرت كان عندى 15 سنة، حصلت فى الزيجة الواحدة على مبالغ أكبر مما كنا نحصل عليه فى مصر، ولكنى لم أرسل ولا مليم لوالدى، وجمعت لنفسى كل الأموال وهو اعتمد على أخواتى الآخرين».



ثمن العذارى


الكثير من الرجال العرب يفضلون زواج البكارى اللاتى لم يسبقن لهن الزواج، تقول أسماء «والدتى أجرت لى أكثر من مرة عمليات لكى أعود مرة أخرى بنت وحتى لا يعلم زوجى أننى تزوجت قبل ذلك، ده على أساس أنه يريد زوجة لحياته كلها». 50 ألف جنيه وأكثر للفتاة العذراء، و20 ألف وأقل لغير العذراء، حسب قول عدد من أهالى القرى المجاورة لمنطقتى الحوامدية والبدرشين وأبو النمرس.



أسماء كشفت وجود العديد من عيادات طبية لأطباء مشهورين يقومون «بترقيع غشاء بكارة القاصر» قبل زواجها بموافقة من أهلها طمعا فى مبالغ أكبر.





«هل تبحثين عن زوج خليجى؟» سؤال تطرحه بصراحة مواقع على الانترنت مخصصة لتسهيل زواج المسيار فى الوطن العربى.



الموقع يتيح ما وصفه بالتعارف «بقصد الزواج والتوفيق بين راسين بالحلال، فى جو من الخصوصية، مع مراعاه آداب ديننا الحنيف، سائلين المولى التوفيق للجميع».



أنواع الزواج التى تقدمها هذه المواقع، كشفت عنها دراسة للمركز الديموجرافى بمعهد التخطيط القومى. أنواع الزواج تشمل زواج المقراض وهو الذى يزوج فيه الأب ابنته لرجل مقابل سد ديونه، وزواج المحجاج وهو أن تطلب المرأة زوجا ليكون محرما لها للحج أو للعمرة، بالإضافة لوجود زواج المسفار حيث تصاحب المرأة رجلا مسافرا، وأخيرا زواج المصياف الذى ينتشر فى شهور الصيف وينتهى فى نهايته.



قرى الجيزة تحتل المكانة الأولى على خريطة الزواج السياحى، حسبما تقول الدراسة، خاصة فى القرى التابعة لمناطق «الحوامدية، والبدرشين، وأبو النمرس».



مركز الحوامدية تحديدا احتل الصدارة فى زواج فتياته قبل سن 18 عاما بنسبة 8،3%، يليه مركز أبو النمرس 6%، وأخيرا مركز البدرشين بنسبة 3،4%.



على نطاق القرى أتت قرية منى الأمير بنسبة 14،9%، تليها قرية العزيزية بنسبة10،1%، تليها قرى أبولا شين والسهران والحوامدية بنسب لا تتعدى 10%.



وأشارت الدراسة إلى أن نسبة الأبناء المتزوجين مع أسرهم قد بلغت 86%، بينما بلغت نسبة الأمية لرب الأسرة 85% بمركز البدرشين، تنخفض إلى 50 % بالحوامدية.



قالت الدراسة إن متوسط نسبة أرباب الأسر الذين لا يعملون حوالى 40%، وتصل فى بعض القرى بمركز الحوامدية إلى 70%.



متوسط دخل الأسرة التى توافق على بيع بناتها حسب الدراسة تصل إلى 866 جنيه فى الشهر على متوسط عدد أفراد الأسرة 8 أفراد، أى أن متوسط انفاق الفرد أقل من 2 دولار فى الشهر، وهو ما يعنى دخول هذه الأسر فى نطاق حد الفقر حسب الأمم المتحدة.

ليست هناك تعليقات: