كان عمالقة التكنولوجيا في اليابان يتصدرون المجال في العالم بأسره. كانت منتجات سوني وباناسونيك وشارب من الافضل والاوسع انتشارا في العالم. والآن اصبحت هذه الشركات تواجه مصاعب كبيرة وتخسر مليارات الدولارات. فكيف كبا العملاق؟
يوجد في معظم خطوط المترو في اليابان تغطية لشبكات الهاتف المحمول وخدمات التزود بالانترنت عبر الهاتف النقال. ولكن ليس مسموحا بالتحدث في الهاتف في المواصلات العامة في اليابان. ولهذا كانت معظم ركاب عربة المترو يستخدمون الهاتف في ارسال الرسائل النصية.
ولكن ماذا كانت انواع الهواتف التي يستخدمونها؟ يظهر مسح سريع أن نحو 80 بالمئة منهم يستخدمون هواتف ابل.
لم يكن ما قمت به احصائية مبنية على اسس علمية ولكن الادلة واضحة للغاية. بينما كان الجميع يستمع الى ووكمان سوني سابقا، اصبح الجميع الان يستخدم اجهزة ابل وسامسونغ، حتى هنا في عقر دار سوني.
ويمكن رؤية الدليل على ذلك أيضا في النتائج المالية للشركات اليابانية، فسوني تعاني خسائر مالية شديدة.
ولكن كيف تغير الحال؟
وفقا للخبير الاقتصادي غيرهاد فاسول المقيم في طوكيو، عمالقة اليابان لم يواكبوا الثورة الرقمية.
ويقول فاسول إن عمالقة التكنولوجيا في اليابان بنوا مجدهم على صناعة الات الكترونية معقدة مثل اجهزة التلفزيون الملون والراديو واجهزة التسجيل والثلاجات والغسالات.
بالطبع احتوت هذه الاجهزة على مكونات الكترونية، ولكنها كانت في الاساس آلات ميكانيكية معقدة.
ولكن الثورة الرقمية جاءت وغيرت العالم.
التحدي الرقمي
ويقول فاسول "جهاز ووكمان سوني مثال جيد. لم يكن به اي برمجيات بل كان مبنيا بصورة كلية على اجزاء ميكانيكية. والآن يتعين عليك ان يكون لديك شركة مبنية على البرمجيات وهو امر مختلف تماما".
فلم تغير الثورة الرقمية كيفية عمل الاجهزة فحسب، بل أنها احدثت تغييرا كبيرا في سبا صناعتها.
تغير نموذج التصنيع حيث نقلت الدول التصنيع مصانعها الى دول ذات تكاليف انتاج منخفضة. وهذا ادى الى خفض كبير في ربحية الشركات اليابانية.
ويقول فاسول "انظر إلى اجهزة الايبود والايفون على سبيل المثال. يصل هامش الربحية لابل الى 50 بالمئة على الاقل عن هذه الاجهزة. الناس يقولون إن الايفون يصنع في الصين ولكن 3 بالمئة فقط من ارباحه تبقى في الصين".
ولم ترد باناسونيك او شارب على طلب بي بي سي لإجراء مقابلة معها، ولهذا ذهبت لمقابلة رئيس العملاق الياباني الثالث.
هيروكي ناكانيشي هو رئيس شركة هيتاشي، وهو رجل في السادسة والستين من العمر ويجيد اللغة الانجليزية.
"غير ياباني"
تولي ناكانيشي رئاسة هيتاشي عام 2010
وعندما تولى زمام الامور عام 2010 في الشركة التي انشئت منذ قرن، كانت الشركة تمنى خسائر فادحة. وعلى الفور قرر ناكانيشي القيام بأمر "غير ياباني" على الاطلاق، حيث قام بإغلاق وبيع الاقسام الخاسرة، والتي كانت معظمها تنتج اجهزة اليكترونية.
وقال ناكانيشي لبي بي سي "التكنولوجيا الرقمية غيرت كل شيء".
وأضاف "في صناعة التلفزيون يعني الامر أن رقيقة واحدة تكفي لصورة واضحة ذات جودة عالية. والآن يمكن للجميع القيام بذلك".
"وهذا يعني ان اللاعبين الجدد مثل كوريا والصين لديهم الافضلية الان".
وقرر ناكانيشي اعادة هيتاشي الى عملها الاساسي: الصناعات الثقيلة مثل توربينات الغاز وتوربينات البخار والمحطات النووية لانتاج الطاقة والقطارات فائقة السرعة. وهو يرى ان هيتاشي يمكنها ان تكون رائدة عالمية في هذا المجال، خاصة في دول العالم النامي.
ويقول ناكانيشي "في الدول النامية لا يوجد لديهم خبرة (في مشاريع البنية التحتية الضخمة) كالتي لدينا".
وأضاف "ان الامر ليس مجرد بيع آلات ولكن تخطيط وخبرة هندسية وفي بعض الاحيان تمويل المشروع. هذه العمليات الكاملة هي مكمن قوتنا".
تركز هيتاشي على الصناعات الثقيلة.
ولكن الامر ليس في السهولة ذاتها للشركات الثلاث الاخرى.
سوني هي اقواهم جميعا. ولكن حتى سوني الان تحقق ارباحا من فرعها للتأمين على الحياة اكثر من تصنيع الالكترونيات. ولا يوجد لدى باناسونيك وشارب ما قد يرتكزان عليه لدرء الخسائر.
ويقول فاسول إنه للمرة الثانية وكما حدث في الخمسينات والستينات يجب على الشركات اليابانية ان تتعلم من الولايات المتحدة.
وقال فاسول "ليس من قبل الصدفة ان مجموعة من انجح الشركات في العالم موجودة في سيليكون فالي في كاليفورنيا الامريكية".
واضاف "شركات مثل سيسكو واوراكل لا تتعرض للمنافسة الكورية. يجب على اليابان ان تكون دولة للابتكار الفكري مثل سويسرا وبريطانيا".
وقال "يوجد تعليم ممتاز وذكاء ويتعين استخدام ذلك. في بعض الاحيان تكمن الافضلية في التصنيع وفي بعض الاحيان في البرمجيات وصناعة البرمجيات مهملة في اليابان".
يوجد في معظم خطوط المترو في اليابان تغطية لشبكات الهاتف المحمول وخدمات التزود بالانترنت عبر الهاتف النقال. ولكن ليس مسموحا بالتحدث في الهاتف في المواصلات العامة في اليابان. ولهذا كانت معظم ركاب عربة المترو يستخدمون الهاتف في ارسال الرسائل النصية.
ولكن ماذا كانت انواع الهواتف التي يستخدمونها؟ يظهر مسح سريع أن نحو 80 بالمئة منهم يستخدمون هواتف ابل.
لم يكن ما قمت به احصائية مبنية على اسس علمية ولكن الادلة واضحة للغاية. بينما كان الجميع يستمع الى ووكمان سوني سابقا، اصبح الجميع الان يستخدم اجهزة ابل وسامسونغ، حتى هنا في عقر دار سوني.
ويمكن رؤية الدليل على ذلك أيضا في النتائج المالية للشركات اليابانية، فسوني تعاني خسائر مالية شديدة.
ولكن كيف تغير الحال؟
وفقا للخبير الاقتصادي غيرهاد فاسول المقيم في طوكيو، عمالقة اليابان لم يواكبوا الثورة الرقمية.
ويقول فاسول إن عمالقة التكنولوجيا في اليابان بنوا مجدهم على صناعة الات الكترونية معقدة مثل اجهزة التلفزيون الملون والراديو واجهزة التسجيل والثلاجات والغسالات.
بالطبع احتوت هذه الاجهزة على مكونات الكترونية، ولكنها كانت في الاساس آلات ميكانيكية معقدة.
ولكن الثورة الرقمية جاءت وغيرت العالم.
التحدي الرقمي
ويقول فاسول "جهاز ووكمان سوني مثال جيد. لم يكن به اي برمجيات بل كان مبنيا بصورة كلية على اجزاء ميكانيكية. والآن يتعين عليك ان يكون لديك شركة مبنية على البرمجيات وهو امر مختلف تماما".
فلم تغير الثورة الرقمية كيفية عمل الاجهزة فحسب، بل أنها احدثت تغييرا كبيرا في سبا صناعتها.
تغير نموذج التصنيع حيث نقلت الدول التصنيع مصانعها الى دول ذات تكاليف انتاج منخفضة. وهذا ادى الى خفض كبير في ربحية الشركات اليابانية.
ويقول فاسول "انظر إلى اجهزة الايبود والايفون على سبيل المثال. يصل هامش الربحية لابل الى 50 بالمئة على الاقل عن هذه الاجهزة. الناس يقولون إن الايفون يصنع في الصين ولكن 3 بالمئة فقط من ارباحه تبقى في الصين".
ولم ترد باناسونيك او شارب على طلب بي بي سي لإجراء مقابلة معها، ولهذا ذهبت لمقابلة رئيس العملاق الياباني الثالث.
هيروكي ناكانيشي هو رئيس شركة هيتاشي، وهو رجل في السادسة والستين من العمر ويجيد اللغة الانجليزية.
"غير ياباني"
تولي ناكانيشي رئاسة هيتاشي عام 2010
وعندما تولى زمام الامور عام 2010 في الشركة التي انشئت منذ قرن، كانت الشركة تمنى خسائر فادحة. وعلى الفور قرر ناكانيشي القيام بأمر "غير ياباني" على الاطلاق، حيث قام بإغلاق وبيع الاقسام الخاسرة، والتي كانت معظمها تنتج اجهزة اليكترونية.
وقال ناكانيشي لبي بي سي "التكنولوجيا الرقمية غيرت كل شيء".
وأضاف "في صناعة التلفزيون يعني الامر أن رقيقة واحدة تكفي لصورة واضحة ذات جودة عالية. والآن يمكن للجميع القيام بذلك".
"وهذا يعني ان اللاعبين الجدد مثل كوريا والصين لديهم الافضلية الان".
وقرر ناكانيشي اعادة هيتاشي الى عملها الاساسي: الصناعات الثقيلة مثل توربينات الغاز وتوربينات البخار والمحطات النووية لانتاج الطاقة والقطارات فائقة السرعة. وهو يرى ان هيتاشي يمكنها ان تكون رائدة عالمية في هذا المجال، خاصة في دول العالم النامي.
ويقول ناكانيشي "في الدول النامية لا يوجد لديهم خبرة (في مشاريع البنية التحتية الضخمة) كالتي لدينا".
وأضاف "ان الامر ليس مجرد بيع آلات ولكن تخطيط وخبرة هندسية وفي بعض الاحيان تمويل المشروع. هذه العمليات الكاملة هي مكمن قوتنا".
تركز هيتاشي على الصناعات الثقيلة.
ولكن الامر ليس في السهولة ذاتها للشركات الثلاث الاخرى.
سوني هي اقواهم جميعا. ولكن حتى سوني الان تحقق ارباحا من فرعها للتأمين على الحياة اكثر من تصنيع الالكترونيات. ولا يوجد لدى باناسونيك وشارب ما قد يرتكزان عليه لدرء الخسائر.
ويقول فاسول إنه للمرة الثانية وكما حدث في الخمسينات والستينات يجب على الشركات اليابانية ان تتعلم من الولايات المتحدة.
وقال فاسول "ليس من قبل الصدفة ان مجموعة من انجح الشركات في العالم موجودة في سيليكون فالي في كاليفورنيا الامريكية".
واضاف "شركات مثل سيسكو واوراكل لا تتعرض للمنافسة الكورية. يجب على اليابان ان تكون دولة للابتكار الفكري مثل سويسرا وبريطانيا".
وقال "يوجد تعليم ممتاز وذكاء ويتعين استخدام ذلك. في بعض الاحيان تكمن الافضلية في التصنيع وفي بعض الاحيان في البرمجيات وصناعة البرمجيات مهملة في اليابان".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق