مع ثورة النت كاعلاميين لا نتحدث فقط ولكن ايضا نستمع باهتمام الى افكاركم فاهلا بتعليقاتكم ...مع ثورة النت نتحول كاعلاميين من متحدثين محترفين الى مستمعين محترفين اى الى باحثين فى تعليقاتكم عن كل ما يدفع الحياه الى الأمام...كلنا نحب ان يسمع الناس آراءنا...وهذه فرصه ذهبيه ليسمع الناس آراءك

الثلاثاء، ١٩ فبراير ٢٠١٣

تحرش فى الأزهر

هذا ماكتبه مصطفى النجار عضو  مجلس الشعب السابق

حين نسمع عن حوادث التحرش التى تحدث فى شوارعنا نتألم، ونبحث عن هؤلاء الجناة، ونحاول معرفة دوافعهم لارتكاب هذه الجريمة، ونجد غالبا الفقر والكبت والحرمان وغياب المساءلة أسباباً أساسيةً لذلك، وخلال الأيام الماضية ظهرت أصوات نسائية جريئة أقسمت ألا تترك مجرما يفلت بجريمته، ويبدو أن هذه الروح قد سرت فى أنحاء مصر لتخرج ما بها من عفن وسواد.

ارتجف جسدى، وعجزت عن الكلام وأنا أسمع هذه المأساة التى تحدث فى جامعة الأزهر، وبالتحديد فى كلية الدراسات الإسلامية بالإسكندرية، حيث تذهب بنات مصر المصونات لدراسة كتاب الله وعقيدته، وإذا بهن يقعن تحت يد ذئب مسعور يقوم بهتك ما اؤتمن عليه من أعراض، ورغم أن الله حرمه نعمة البصر، لكنه لم يخش الله، ولم يحفظ عهده. بدموعها الحارة، أخذت تروى: «هى طالبة دراسات عليا، تحضر رسالة الدكتوراه فى قسم العقيدة والفلسفة، وشاء القدر أن يكون هذا الذئب هو مشرفها، حيث يشترط عليها وعلى زميلاتها اللاتى يشرف على رسائل الدكتوراه الخاصة بهن المجىء إلى منزله بدعوى قراءة ما كتبته كل واحدة منهن فى رسالتها، لأنه كفيف لا يستطيع القراءة، ولا يوجد لديه من يقوم بهذه المهمة، ويختلى بهن بعيدا عن عيون أسرته فى مكتب منفصل ليعبث فى أجسادهن بيديه، ويطلب منهن ما يعف اللسان عن ذكره...!

تقرأ الطالبات عليه ما اجتهدت عقولهن فيه من تبيان لروعة الدين وفلسفته، بينما يحاول هو تحصيل هذه المتعة الحرام وتدنيس مقام العلماء وإهانة كتاب الله وعقيدته التى يفترض أنه حارس لها، كانت الفتيات يخجلن من الشكوى، لأنه رجل ضرير، ويقارب الستين من العمر، ويخشين إيذاءه لهن فى مستقبلهن العلمى، ولكن حين نهرته إحداهن، وطلبت منه أن يترك الإشراف على رسالتها، وقالت له أنت إنسان منحط لا تؤتمن على دين الله ولا على أعراضنا، انقلب عليها وقرر عقابها لتمر سنوات عديدة وهو يعطل مناقشة رسالتها ليمارس ابتزازه لها ولغيرها، وقال لها: اذهبى، واشكينى، أين دليل إثباتك الذى ستدينيننى به؟».

كانت صدمتى فوق الاحتمال، فقمت بالاتصال بسيدة كريمة وعالمة أزهرية فاضلة تخصصت أيضا فى العقيدة والفلسفة، وكانت على قرب من هذه الأحداث بحكم منصبها السابق فى الجامعة، ووجدت أنها سمعت، وتعلم عن هذه الكارثة، وأنها حاولت التصرف، ولكن لم تجد يدا تعاونها وحسما يساعدها.

إننى لا أكتب هذا المقال لرفع الظلم الواقع عن شخص فتاة واحدة أو عدة فتيات فقط، ولكن أكتبه غيرة وحمية على الأزهر الشريف الذى شرفت بالتعلم فيه سنين من عمرى، وغضبا لدينى الذى يدرس عقيدته رجل يمارس هذا الفعل الشائن، وأرى أن أبسط رد فعل يكون بإيقاف هذا الذئب عن التدريس وفصله من جامعة الأزهر، حفاظا على مقام الدين وحصنه الحصين.

أضع هذه الأمانة فى رقبة الإمام الأكبر الذى أثق بنبله وغيرته وحميته، وهو ابن الجنوب بشهامته ومروءته وحامل كتاب الله، وأقول له: احفظ أعراض بناتك يا إمامنا الجليل، واحفظ للأزهر طهره ونقاءه، ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.

ليست هناك تعليقات: