مع ثورة النت كاعلاميين لا نتحدث فقط ولكن ايضا نستمع باهتمام الى افكاركم فاهلا بتعليقاتكم ...مع ثورة النت نتحول كاعلاميين من متحدثين محترفين الى مستمعين محترفين اى الى باحثين فى تعليقاتكم عن كل ما يدفع الحياه الى الأمام...كلنا نحب ان يسمع الناس آراءنا...وهذه فرصه ذهبيه ليسمع الناس آراءك

الخميس، ١٨ ذو القعدة ١٤٣٣ هـ

هل نحن قادرون على تقليد التجربه التركيه الناجحه


هل نحن قادرون على تقليد التجربة التركية؟


نشر فى : الخميس 4 أكتوبر 2012 - 8:00 ص
آخر تحديث : الخميس 4 أكتوبر 2012 - 8:00 ص
غالبية الأحزاب الإسلامية فى المنطقة العربية خصوصا التى وصلت إلى السلطة مؤخرا تحلم بأن تستيقظ غدا لتجد بلدانها وقد صارت مثل تركيا تحت حكم حزب العدالة والتنمية.

التجربة التركية صارت مثلا يحتذى إسلاميا كما قال رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركى خلال كلمته الماراثونية فى افتتاح المؤتمر الرابع لحزب الحرية والتنمية الحاكم يوم الأحد الماضى فى أنقرة.

أردوغان تحدث نحو ثلاث ساعات متواصلة فى شتى القضايا، لكن من أهم ما قاله هو شروط النهضة التركية التى جعلتهم يصلون إلى ما وصلوا إليه.

من بين هذه الشروط قوله إننا لا نفرض نمط المأكل أو المشرب أو المعيشة على أحد، ولو فزنا بـ99٪ من أصوات الناخبين فسوف نضمن حقوق الواحد فى المائة.

كنت سعيدا اننى كنت حاضرا فى هذا التجمع الكبير وكانت سعادتى أكبر لأن الرئيس محمد مرسى كان حاضرا وكذلك غالبية قادة التيارات الإسلامية العربية.

سر السعادة انهم استمعوا بآذانهم لأردوغان وهو يؤكد أن هناك شروطا حقيقية للنهضة ليس من بينها اطلاق الشعارات.

فى هذا المؤتمر الذى حضره نحو عشرين ألف شخص فى قلب أنقرة كانت هناك عضوات كثيرات أعلن حزب العدالة والتنمية عن تعيين ثلاث مساعدات لرئيس ديوان الحزب من بين خمسة مساعدين، اثنتان منهن غير محجبات.. فى المؤتمر أيضا كانت عضوات كثيرات فى الحزب صغيرات السن ويلبسن «المينى جيب».

ليست هذه دعوة بالطبع لحزب الحرية والعدالة فى مصر لكى يجبر فتياته على ذلك، وليست أيضا ربطا بين التقدم والمينى جيب. لكن الفكرة تتلخص فى ان الأتراك ركزوا على الجوهر وهو العمل ولم ينشغلوا «بنصف المرآة الأسفل» كما هو حال البعض عندنا، والنتيجة ان النجاح المستمر للعدالة والتنمية يجذب الكثير من الأتراك العاديين للتصويت له فى الانتخابات. معلوم للجميع ان «العدالة والتنمية» لم يرفع أى شعار إسلامى ولم نسمع انه أصر على شعار «الإسلام هو الحل» وكل ما فعله انه حقق جوهر ما ينادى به الإسلام وينعكس على سعادة الناس وتقدمهم.

المواطن التركى العادى ابقى الحزب فى السلطة لثلاث دورات متتالية لأنه فى عشر سنوات فقط رفع الدخل القومى إلى 774 مليار دولار بدلا من 230 مليار، وزادت نسبة النمو إلى 8.5٪ بدلا من 5.3٪ وارتفعت الصادرات إلى 135 مليار دولار بعد ان كانت 36 مليارا فقط وقفز عدد السائحين إلى 31.5 مليون بعد ان كان 13 مليونا فقط، ويقتربون من تصفية كل الديون الخارجية فى أبريل المقبل، بل وإقراض صندوق النقد الدولى بخمسة مليارات دولار.

هذه الأرقام الصماء انعكست على معيشة المواطن وأمنه واستقراره والأهم احساسه بأن بلده صار له دور وبدأ يستعيد مكانته فى المنطقة والعالم.

عندما جاء أردوغان إلى مصر قبل شهور أغضب الكثير من الإسلاميين حينما أعلن إيمانه بالعلمانية. شخصيا لا اعتقد ان أردوغان علمانى، بل هو إسلامى صميم كما يفترض ان يكون المسلم الحق.

وأتصور أيضا ان الشروط التى تحدث عنها للنهضة قد تغضب الكثير من الإسلاميين أيضا لأنها أشبه بـ«الجهاد الأكبر»، هى شروط تخاصم وتعادى القشور التى يرفعها البعض، وتدخل فى الجوهر وهو العمل طبقا لمعايير الكفاءة.

 لو ان قادة التيارات الإسلامية الذين صفقوا لأردوغان فى خطابه التاريخى يوم الأحد الماضى، قد وعوا فعلا حقيقة ما قاله وأيدوه وعملوا به، فإن هناك أملا فى المستقبل، وإذا لم يفعلوا وأصروا على الانشغال بتخفيض سن زواج الفيتات والإصرار على «الأحكام وليس مبادئ الشريعة»، أو مرجعية الأزهر، فعلينا أن نضع أيدينا على قلوبنا.

هناك تعليق واحد:

umzug يقول...

:)) ... شكرا لكم .. دائما موفقين

umzug
umzug wien
umzug wien