مع ثورة النت كاعلاميين لا نتحدث فقط ولكن ايضا نستمع باهتمام الى افكاركم فاهلا بتعليقاتكم ...مع ثورة النت نتحول كاعلاميين من متحدثين محترفين الى مستمعين محترفين اى الى باحثين فى تعليقاتكم عن كل ما يدفع الحياه الى الأمام...كلنا نحب ان يسمع الناس آراءنا...وهذه فرصه ذهبيه ليسمع الناس آراءك

الأحد، ١٢ ذو الحجة ١٤٣٣ هـ

الجهادى مرجان الجوهرى: قتل السادات كان واجبا شرعيا.. والديمقراطية تخالف الإسلام


الجهادى مرجان الجوهرى: قتل السادات كان واجبا شرعيا.. والديمقراطية تخالف الإسلام
  


سنوات طويلة من الغربة قضاها الشيخ مرجان محمد سالم الجوهرى، حتى بلغ عمره 50 عاما، حتى إنه أنجب معظم أبنائه الثمانية خارج مصر. الشيخ مرجان اهتمّ 

كغيره ممن مكثوا فى أفغانستان بتحفيظ أبنائه القرآن حتى حفظه ستة منهم. حصل الشيخ مرجان على بكالوريوس التجارة قسم إدارة الأعمال، دراسته للتجارة مهدت له 

الطريق بعد أن عاد من رحلة الاغتراب لكى يعمل بالتجارة، رغم عجزه عن الحركة إلا من خلال الكرسى المتحرك الذى يقضى عليه معظم وقته.

«التحرير» التقت الشيخ مرجان لنتعرف على حكايته مع المعتقلات، وفراره إلى الجهاد فى أفغانستان، حيث كان شاهدًا على نشوء حركة طالبان، ثم ذهابه إلى سوريا 

للعلاج، والقبض عليه هناك من قِبل المخابرات السورية، ثم تسليمه لمصر.

■ متى بدأ الشيخ مرجان بتعرُّف التيار الإسلامى فى مصر؟

- لقد نشأت فى أسرة مصرية متوسطة الحال، فكان والدى يحفظ القرآن كاملا ويلقَّب بالشيخ مصطفى، وكنت مثل باقى المصريين الذين يعيشون فى الأحياء الشعبية، 

كما كنت متفوقا فى دراستى، فكان ترتيبى بين الأول والثانى على مدار دراستى، وأنا فى الصف الثانى الثانوى كنت أعيش فى حى شبرا، فتعرفت إلى بعض الإخوة 

الملتزمين دينيا، وفى ظل هذه النشأة الدينية كنت قريبا منهم وواظبت على الصلاة معهم فى المسجد.

■ هل كان هؤلاء الشباب الذين تعرفت إليهم ينتمون إلى فصيل إسلامى بعينه؟

- لم أتعمد أن أنضمّ إلى فصيل بعينه، لكنى كنت أقرأ القرآن، وأحاول تطبيقه بقدر ما أستطيع وذلك بمعاونة إخوانى فى المسجد ليس أكثر من ذلك، إلا أننى فى عام 

81، وكنت وقتها فى الصف الثالث الثانوى، فوجئت بأن اسمى جاء ضمن المطلوب القبض عليهم، تم اعتقالى فى ذلك العام حتى خرجت فى عام 84، ثم اعتُقلت مرة 

أخرى عام 84 لمدة أيام على خلفية اتهامى فى موضوع سرقة أحراز قضية الجهاد، وفى عام 87 اعتُقلت مرة أخرى فى قضية محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق 

حسن أبو باشا، المعروفة إعلاميا بقضية «الناجون من النار»، فأدركت من بعدها أننى لا أستطيع الحياة فى مصر من كثرة المطاردات الأمنية فقررت السفر، رغم أنه 

فى كل مرة يتم اعتقالى فيها لم أكن أقدَّم للمحاكمة.

■ هل كان لك دور فى محاولة اغتيال حسن أبو باشا؟

- أنا لم أرَ الذين قاموا بتنفيذ العملية، لكننى اعتُقلت ضمن مجموعة من الشباب المسلم الغيور، الذين يختلفون معى فى المنهج والفكر، فقد رأوا أن ما فعله هذا الوزير من 

جرائم تجاه المسلمين يكفى لقتله، فأرادوا تنفيذ القصاص الشرعى فيه ولذلك حاولوا قتله.

■ وكيف تقيم حادثة مقتل السادات؟

- أرى أن من أقدم على قتل السادات كان مصيبا فى فعله، لأن السادات كان طاغوتا يحكم بغير ما أنزل الله ويستهزئ بأحكام الإسلام ويوالى اليهود، وكل يوم يتكشف 

لى مزيد من التفاصيل حول هذه الجرائم التى ارتكبها فى حق دينه وبلده وشعبه، فكان قتله واجبا شرعيا.

■ إذا كنت تقول إن قتل السادات واجب شرعى، فمن المنوط به تنفيذ الأحكام الشرعية؟ الدولة أم الأفراد؟

- الواجبات الشرعية كلها فى الإسلام منوطة بالقدرة والعلم، فمن كان عالما بالحكم الشرعى وتفاصيله وقادرا على تنفيذه، واستفتى العلماء الذين يقدِّرون المصالح 

والمفاسد، فيجوز له فعل ذلك سواء كان فى السلطة أو غير السلطة، فالأحكام مُخاطَب بها جمهور الناس شريطة العلم والقدرة وتقدير المصالح والمفاسد.

■ ألا ترى أن هذا الأمر فيه نوع من الافتئات على سلطة الحاكم؟

- من الواجب على الحاكم إن كان مسلما أن يقيم كل أحكام الإسلام، فهذا هو الأصل، ولذا قال العلماء إن إقامة الحدود على الإمام، ولكن ما الحال إذا أهمل الحاكم فى 

إقامة الحدود أو عطلها أو نص الدستور فى قانونه الوضعى على عدم إقامتها؟ فإن العلماء جميعهم ومنهم ابن تيمية والإمام الجوينى والعز بن عبد السلام وابن القيم 

والشوكانى، اتفقوا جميعا أن من بإمكانه أن يقيمها بعدل وعلم وتقدير للمصالح والمفاسد عليه أن يقيمها، وهذا واجب لا ينفكّ عمّن يقدر عليه، ولدينا أدلة من الكتاب والسنة 

على ذلك.

■ لماذا قلت إن القتال بين الأحزاب الأفغانية قتال فتنة؟

- عندما خرج الروس تقاتلت الأحزاب الأفغانية فى ما بينها على الكرسى، فاعتبرناه نحن قتال فتنة ولا يجوز لنا أن نشترك فيه.

■ سمعنا فى تلك الفترة أن الدولة هى التى سهّلت السفر إلى أفغانستان.

- فى عام 80 على ما أذكر، أجاز السادات لنقابة الأطباء الاستنفار للسفر لأفغانستان، وأظنها كانت حيلة مخابراتية لمعرفة من يريد الجهاد فى سبيل الله، ودائما ما 

تكون أجهزة المخابرات تعمل على تنفيذ أجندة بعض الدول مثل أمريكا، فقد كان لأمريكا مصلحة كبيرة فى كسر وهزيمة الدب الشيوعى، والتقاء المصالح بين المسلمين 

وغيرهم لا يضرّ.

■ وهل كان فعلا أسامة بن لادن صنيعة أمريكية ولما انتهى دوره انقلبت عليه أمريكا؟

- هذه أكذوبة أمريكية غريبة صدَّقَها للأسف بعض المسلمين المغفلين، فقد قالوا عن بن لادن وطالبان ما قالوا، لكنه ثبت عمليا وتاريخيا بطلان هذا الادعاء الظالم، فهل 

من كان عميلا لأمريكا يقوم بما قام به فى 11 سبتمبر 2001؟ وهل كانت أمريكا ستقوم بتدمير أفغانستان أم تساندها؟ وما حدث بين أمريكا والشيخ أسامة كان عبارة 

عن التقاء مصالح ليس إلا، ونرجو من الإعلام أن لا يروِّج الأكاذيب لأن ما قيل عنى اليوم سيقال عنك غدا، وكان من الأحرى ومن الواجب تحرى الحقائق وقراءة 

التاريخ بدقة.

■ كثيرون ادعوا أن أسامة بن لادن كان يتخذ مستشارا خاصا، فهل هذا صحيح؟

- أؤكد لك، وأنا كنت قريبا من الشيخ أسامة بن لادن، أنه لم يكن للشيخ مستشار خاص، بل كان يستشير من يراه مناسبا فى كل أمر على حدة.

■ تعددت الأقاويل حول نشأة حركة طالبان، ونريد منك القول الفصل على اعتبار أنك كنت شاهدًا على نشأتها؟

- حركة طالبان تنتمى إلى حركة «انقلابى إسلامى»، أى حركة التغيير الإسلامى، وكان أميرها مولوى (الشيخ أو الفقيه) محمد نبى محمدى، وهذه المجموعة 

كانت موجودة منذ أيام الجهاد الأول ضد الروس، وبعد أن نشب القتال بين الأفغان ظلوا هم يدرسون فى المدارس الدينية مع مشايخهم، ثم بدؤوا فى الأمر بالمعروف 

والنهى عن المنكر والجهاد، حتى فتح الله عليهم أفغانستان كلها فى عام 96.

■ ومتى ظهر الملا عمر فى الحركة؟ وماذا كان دوره؟

- الملا (طالب العلم) عمر أعرفه جيدا، فقد رأيته أكثر من مرة وكان من طلبة العلم الدينى، ويدرس فى مدرسة تسمى مدرسة الجهاد فى قندهار، وعندما رأى 

المنكرات فى المجتمع الأفغانى وكثرة قطع الطريق واغتصاب النساء، وبدا أن الحاكم مرتشٍ ولا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر ولا يقيم الحدود، قرر هو وبعض 

إخوانه من طلبة العلوم الشرعية تغيير المنكر، وقاموا بقتل بعض قاطعى الطريق ومغتصبى النساء، وشيئا فشيئا اتسعت هذه الحركة فى وسط قندهار، وانتشر الأمن خلال 

مدة قصيرة وأحسّ الناس بالأمن بفضل تطبيق الشريعة.

■ هل تعتبر أن طالبان نجحت فى إدارة الدولة؟

- أعتقد أنها نجحت، والنجاح الذى أعنيه هو النجاح فى تطبيق أحكام الإسلام بقدر الاستطاعة، وقد نجحوا فى نشر الأمن الذى كان مفتقَدا فى أفغانستان، والقضاء 

على زراعة الأفيون، وهو ما لم تستطع فعله قوات الأمم المتحدة، كما أنها نجحت خارجيا، فيكفى أنها صارت ظهرا لكل المستضعفين فى العالم، حتى كانت ملاذا لبعض 

النصارى خصوصا من أستراليا، الذين لجؤوا إليها ثم أسلموا بعد ذلك.

■ ما رؤيتك لمستقبل طالبان فى الفترة المقبلة؟

- دولة طالبان الإسلامية ستقوم قريبا وخلال سنوات معدودة، وستكون أقوى من ذى قبل، وكل المؤشرات تثبت ذلك، فطالبان الآن تسيطر على ثلثى أفغانستان، وكل 

القوى التى ساعدت أمريكا فى أفغانستان تخلت عنها الآن.

■ وما تقييمك لأحداث 11 سبتمبر؟

- أمريكا تستحق أكثر مما حدث لها، فقد احتلت كثيرا من البلاد الإسلامية ظلما وزورا قبل 11 سبتمبر، ولم يكن دخولها أفغانستان بسبب بن لادن، وإلا فهل كان 

دخولها فيتنام وإبادتها الهنود الحمر ودخولها الصومال بسبب أسامة بن لادن؟ أمريكا دولة طاغوتية ظالمة تستحق أكثر مما حدث لها بشهادة كل المنصفين فى العالم.

■ بعد أحداث 11 سبتمبر والهجوم الأمريكى على أفغانستان، إلى أين توجهت؟

- خرجنا من أفغانستان بناءً على أمر من الملا محمد عمر، وأقمنا لدى بعض القبائل فى الحدود الباكستانية الأفغانية، وظللنا هناك نقاوم القوات الغازية لأفغانستان عدة 

سنوات، حتى أصبت بشلل نصفى أقعدنى عن الحركة، فقررت السفر إلى سوريا للعلاج ومعى زوجتى وأبنائى، لأننى لم أكن قادرا على خدمة نفسى، وبتنسيق بين 

المخابرات المصرية والسورية أُلقِىَ القبض علىّ، وكان ذلك فى عام 2007 وظللت فى مبنى المخابرات السورية ستة أشهر كاملة يتم التحقيق معى، وكان الذى تولى 

التحقيق معى هو العميد آصف شوكت صهر بشار الأسد، الذى قُتل مؤخرا على يد الجيش السورى الحر، وبعد ذلك تم تسليمى لمصر.

■ عند وصولك إلى مصر، ما الذى حدث معك؟

- ظللت فترة فى المخابرات العامة المصرية، وقد عاملونى معاملة جيدة إلى حد ما، وعلى عكس ذلك عاملوا أبنائى، فأذاقوهم الويلات وعذبوهم تعذيبا شديدا، وأخذونا 

بعد ذلك إلى مقر أمن الدولة بمدينة نصر، وفى أمن الدولة رأيت الموت بأم عينى وأيقنت أنى ميت لا محالة، فهم لم يقدروا ظروف مرضى وعاملونى أسوأ معاملة على 

وجه الأرض أنا وأبنائى، الذين بقوا لمدة خمسة أشهر فى أمن الدولة، وكان ضابط أمن الدولة يدعى «مالك» قال لى: «لقد عذبت كل أفراد أسرتك حتى رقية 

الصغيرة»، وكان عمرها سبع سنوات. وقال لى بالحرف الواحد: «أنا خلّصت كهرباء السد العالى على خالد ومحمد أولادك». وأول يوم قابلنى قال لى: 

أتعرف من أنا؟ قلت له لا. وكنت مغمض العينين مكبَّل اليدين، فقال لى: «أنا مالِك ابن… بتاع المكان ده، واختارونى ليك عشان كدة». وبدأ التعذيب، فكانوا 

يتناوبون الورديات فى تعذيبى، وأكثرهم شدة فى التعذيب شخص يُدعَى «أشرف»، وكان يسمى نفسه «زغلول»، وقد أرادوا بذلك كسر إرادتى رغم أنى محكوم علىَّ، 

وليسوا بحاجة إلى معلومات منى، فقد حُكم على غيابيا بالمؤبد فى قضية «العائدون من ألبانيا»، إضافة إلى 15 سنة فى قضية «طلائع الفتح»، وظللت فى السجن 

حتى خرجت بحكم قضائى بالبراءة فى القضيتين.

■ إلى أين ذهبت بعد خروجك من أمن الدولة؟

- لقد وضعونى فى أسوأ مكان فى مصر على الإطلاق، وهو عنبر «التجربة» فى ليمان طرة، مع معرفتهم الكاملة بمرضى وأننى لا أستطيع العيش بمفردى، ولا 

أستطيع خدمة نفسى، وكان فى ذلك الوقت ولداى الكبيران خالد ومحمد معتقلين فى سجن الاستقبال، ولم يأتوا لى بواحد منهما يخدمنى، على الرغم من طلبى المتكرر 

لذلك، وقد شارك ضباط ليمان طرة فى هذه المأساة التى عشتها، ومن بينهم العقيد عاطف خضر، والعجيب أنه فى ذلك الوقت كان معى فى السجن أحمد الريان، وشاهد ما 

كان يحدث لى داخل عنبر «التجربة»، لقد ظللت 14 شهرًا فى الزنزانة لا أعالَج ولا يدخل لى طبيب، بل كان ضابط أمن الدولة هشام الهوارى الذى كان يسمى نفسه 

«كريم العادلى» يتعمد أن يمنع جميع الأطباء من الدخول إلىّ، إلا أن الله قيَّض لى بعض الضباط الطيبين الذين أدعو لهم إلى الآن، بتخفيف المعاناة عنى، لذا لن أذكر 

أسماءهم حفاظا عليهم.

■ ذكرتَ أن أحمد الريان كان معك فى عنبر «التجربة»، فما تقييمك لشخصية الريان؟

- أعتبر أن الريان هو شخصية عبقرية، إلا أن «قلبه خفيف»، وهو أصيل وكان يتعجب من أننى ما زلت حيا بعد كل ما كان يحدث لى، وكل صباح ينادينى ويقول: 

«يا شيخ مرجان، هل ما زلت حيًّا»، ويرانى عندما أتحدث بلهجة قوية مع الضباط فيتعجب من صنيعى. وأحمد الله أننى خرجت من السجن الذى احتضن من 

سجنونى من قبل، وأقول لك هنا إن الريان حدثنى أنه قدم للحكومة مشروعات عظيمة وعملاقة، إلا أن مبارك خاف من أن يكون فى بلده رجل ناجح، فيعرف الناس أنه 

طاغوت فاشل لذلك سجنه، ولم يكن الريان لصا ولا مجرما، بل كان وطنيا مخلصا أراد الخير لوطنه، لكنهم شهروا به وأساؤوا إليه.

■ أنت من المنتمين إلى فصيل أطلق عليه «السلفية الجهادية»، فماذا يعنى هذا المصطلح؟

- مصطلح السلفية يعنى اتباع علمائنا وأئمتنا السابقين، الذين شهد لهم الجميع بالإمامة والهداية، وهؤلاء كانوا علماء عاملين ولم يكونوا قاعدين فكانوا يأمرون بالمعروف 

وينهون عن المنكر ويجاهدون فى سبيل الله، فهذا عبد الله بن المبارك من أئمتنا وسلفنا الصالح كان إماما فى الجهاد والعلم، وكذلك أبو سفيان الثورى ومن قبلهم صحابة 

رسول الله، ومن قبلهم كان الرسول أشجع الناس فى الميدان. فالسلفية تعنى اتباع الأوائل فى كل شىء، لا فى العبادة وحدها ولا فى طلب العلم وحده، بل فى الجهاد 

والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر أيضا.

■ لكن كثيرين يدَّعون بأنهم سلفيون؟

- نحن السلفيون حقا، ومن ليس مثلنا فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والجهاد فى سبيل الله فهو مدَّعٍ السلفية، فنحن لم نسمِّ أنفسنا بهذا الاسم «السلفية 

الجهادية»، بل سُمِّينا به، وليس عندنا ضير فى ذلك بل نفخر أننا نُقِيم الجهاد إذا تركه الناس، ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر إذا أسقط الناس هذا الفرض العظيم، فلن 

نردّ الاسم الذى أطلقوه علينا.

■ ما تقييمك للمراجعات التى قامت بها الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد والتى تمثلت فى مبادرة وقف العنف ووثيقة ترشيد الجهاد؟

- نحن لم نكن على باطل حتى نتراجع عنه، ولم نرتكب جريمة لنتراجع عنها، وإن كنا أخطأنا فى شىء فالمجتهد المخطئ له أجر، ونعذر إخواننا إذا كانوا فى حالة 

إكراه، فإذا رفعت حالة الإكراه عنهم فهم مؤاخَذون سواء كانوا من الجماعة الإسلامية أو من التيار الجهادى.

■ ماذا كان موقفكم من هذه المراجعات عندما كنت خارج مصر؟

- سأقول لك أمرا ليس بسرٍّ، لم يهتمّ أحد فى الخارج بهذه المراجعات اهتمام المتابِع لها، وداسوها بأقدامهم، فهم يعلمون أنها إما باطل تكلم به هؤلاء الإخوة ليخرجوا من 

السجن، وإما أُجبِروا عليها من قِبَل أمن الدولة.

■ كيف تنظر السلفية الجهادية إلى آليات العمل السياسى الجديدة مثل الديمقراطية وغيرها؟

- نحن نَزِنُ كل أمور الدنيا بميزان الشرع، وما خالفه نردُّه ولا نقبله، وما لا يخالف الشرع نعمل به، ولو نظرنا إلى الديمقراطية نجد أنها مصادمة لأصول الإسلام لا 

للأحكام الفرعية، لذا نرى أن الديمقراطية نظام كُفرىّ، ولا يعنى هذا تكفير الشعوب، لكن نحذر المسلمين من شرها، فهذا النظام جاءنا من أعدائنا اليهود والنصارى.

■ ولماذا ترى أن الديمقراطية كفر؟

- الديمقراطية تخالف الإسلام فى عدة أوجه، من بينها أن الديمقراطية تجعل المرجعية للشعب، وفى الإسلام المرجعية للكتاب والسنة وأحكام الإسلام، لذلك نحن ننكر 

التصريحات المتكررة للدكتور محمد مرسى وغيره فى العمل بالديمقراطية، واعتبارها مرجعية للدولة، بغضّ النظر عن تكفير القائل بذلك، فلا نرى للديمقراطية وجها 

نتمسك به، بل نتمسك بمرجعية الكتاب والسنة فقط.

■ وما رؤيتكم إذن لممارسة الدور السياسى؟

- ليس لدينا أى مشكلة فى المشاركة فى العملية السياسية، لكن عندما تكون مبنية على الشرع.

■ هل معنى ذلك أنكم لم تشاركوا فى الانتخابات الماضية ولن تشاركوا فى الانتخابات القادمة؟

- نعم، نحن لا نشارك ولم نشارك فى الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية، لأنها قائمة على أحكام الديمقراطية الجاهلية لا على أحكام الشريعة الإسلامية، فالديمقراطية 

تحتوى على مخالفات عدة لا نقرها ولا نرضى بها، فهى تعطى الحرية المُطلَقة التى قيَّدها الشرع بقيود معينة، منها أن لا تخالف حكمًا شرعيا ولا تسبب ظلما لآخَرين، 

وما يثار الآن من حرية الإبداع والفن هو من أعظم مُنكَرات الديمقراطية، إذ إن الإبداع والفن يتحدثان عن الفجور وهو الإجرام بعينه.

■ هل تعتقد أن مسألة تطبيق الشريعة الإسلامية ستحظى بتوافق بن جموع الشعب المصرى؟

- الشعب المصرى يقبل أحكام الإسلام إلا شرذمة قليلة جدا من العلمانيين الفاسدين والفاجرين، نحن لم نجرب بعد تطبيق أحكام الإسلام ونخاف من جعجعة الإعلام 

العلمانى، ونحن ندعو كل مسؤولى الدولة للتوكل على الله وإعلان الاستسلام لله تعالى وتطبيق أحكام الدين، ولن يحدث إلا خير بإذن الله، ولقد أرسلت رسالة إلى 

الرئيس محمد مرسى وكانت أولى نصائحى له فى الرسالة هى الحكم بما أنزل الله ولا يتبع أهواء العلمانيين ولا الليبراليين ولا الفاجرين.

■ ما رؤيتكم فى التعامل مع القوى السياسية الأخرى وهل من الممكن أن يؤسس التيار السلفى الجهادى حزبا سياسيا؟

- نحن نمد أيدينا لكل أحد بشرط أن يكون منصفا وعاقلا وندعو الجميع إلى أن يسمعوا منهجنا ويحكموا فيه إسلامهم لا أهواءهم، أما بخصوص الحزب السياسى فرؤيتنا 

تقول إن تكوين الأحزاب من خلال الديمقراطية محظور شرعا، ولا نرى فى الدولة الإسلامية الأحزاب، والحزب الوحيد الذى نعرفه هو حزب الله، أى حزب الحق، 

ونحن مع الحق ونقف مع الجميع فى المعارضة الصحيحة والنصيحة المفيدة.

■ ما تقييمك للوضع الحالى فى ظل وجود رئيس ينتمى إلى التيار الإسلامى؟

- لا أرى اختلافا كبيرا ولا جوهريا عن النظام السابق لأن القانون والدستور الوضعيين هما الحاكمان إلى الآن، حتى عمل اللجنة التأسيسية مبنى على مرجعية الدستور 

والقانون الوضعى لا مرجعية الإسلام، ويحاولون التلفيق بين المذاهب الأرضية الوضعية ويتركون الإسلام خلف ظهورهم، فليس هناك فارق فى نظرى بين النظام السابق 

والحالى لا سيما أن الرئيس الدكتور مرسى يعتمد على الدستور والقانون الوضعى والمنهج الديمقراطى، كما كان الحال سابقا، فماذا تغير فى النظام حتى يتغير الحكم، 

ونحن موازيننا التى نقيس بها شرعية لا عاطفية، وكما كان النظام القديم سجن المسلمين ولفق لهم التهم والأحكام، فالنظام الحالى أيضا مستمر فى حبسهم ولم يخرجهم مع 

أنه أخرج غيرهم ممن لا يستحقون الخروج.

ليست هناك تعليقات: