مع ثورة النت كاعلاميين لا نتحدث فقط ولكن ايضا نستمع باهتمام الى افكاركم فاهلا بتعليقاتكم ...مع ثورة النت نتحول كاعلاميين من متحدثين محترفين الى مستمعين محترفين اى الى باحثين فى تعليقاتكم عن كل ما يدفع الحياه الى الأمام...كلنا نحب ان يسمع الناس آراءنا...وهذه فرصه ذهبيه ليسمع الناس آراءك

السبت، ٧ شوال ١٤٣٣ هـ

اسرار انفاق سيناء

بالصور.. "رفح" تنقسم على نفسها.. فريق يتحدى: "إلا الأنفاق".. وآخر يصرخ: نعاني نقص السلع والبنزين

"ممنوع الاقتراب أو التصوير".. تلك هى رحلة البحث عن الأنفاق المؤدية من مدينة رفح المصرية، إلى قطاع غزة بفلسطين، وأصبح الحديث عنها يشوبه القلق والحذر بين أهالي المدينة التي بدت شوارعها شبه خاوية من المارة، وأغلقت المحال.
تركنا السيارة بالطريق المؤدي في نهايته إلي معبر صلاح الدين، ونزلنا إلي الشارع، لا نشاهد إلا محلات مغلقة ومهجورة، فتوجهنا إلي المعبر، لكن الجنود المصريين المنوطين بحراسة المعبر رفضوا الحديث أو السماح لنا بالتصوير، لكن جاءت كلمة بسيطة من أحد الجنود قائلا "محدش يقلق.. وأخوتنا راجع حقهم.. قريبا جدا".
ثم جاءت المفارقة بأن وجدنا طفلا صغيرا، في العاشرة من العمر، قادما من خلف إحدى المنازل، توجهنا إليه وتحدثنا معه عن الأنفاق، فابتسم وقال لنا: "اتبعوني".
كانت أقدامنا تتحرك خطوة وتعود عشرة، فليس لنا ضامن إلا الله، في الوقت الذي فشلت فيه جميع مصادرنا واتصالاتنا في مساعدتنا من الاقتراب للأنفاق في هذا التوقيت بالتحديد.
واصلنا معه طريقنا، ليقودنا إلي نفق داخل منزله، ويبدو عليه أنه كان في طريقه للبناء، وتوقف العمل فيه بعد الأحداث الأخيرة، ورفض الطفل أيضا الحديث بأي كلمة واكتفي بالابتسامة التي لم تفارقه طوال طريقنا، وتأكدنا بالفعل من خطورة تلك الأنفاق، وأنها "لن تموت أبدا".
تركنا الطفل وعدنا إلي السيارة من أجل لقاء أهل رفح، وأثناء مرورنا بشوارعها، وجدنا مجموعة من الأهالي يجلسون أمام أحد محلات الأدوات المنزلية، وبجوارهم أنقاض منزل، فتوقفنا واقتربنا منهم بينما ترمقنا نظراتهم الحذرة، ثم بدأوا الحديث معنا بعد أن تعرفوا علي هويتنا، وأكد لنا أحدهم أن الأنفاق، هي الحل الوحيد لفك الحصار عن أهل غزة، وأنها ممرات للتجارة بينهم- ويقصد أهالى رفح- وبين فلسطين، في ظل وقف تجارتهم.
عندما سألنا عن المنزل المهدوم الذي يقع بجوارهم، أبلغونا بأن المنزل انهار من كثرة عمليات التهريب من خلاله، حيث كان من أكبر المنافذ لتهريب السيارات إلي قطاع غزة، وأن صاحب المنزل حصل علي مبلغ 700 ألف جنيه، كسبيل للتعويض عن سقوطه من صاحب النفق "الفلسطينى".
كما أشاروا إلي أن هذه الأنفاق يتم تمويلها وبناؤها علي نفقة فلسطينيين وليس أهالي رفح المصرية، مؤكدين أن التجارة توقفت تماما عن العمل في ظل إغلاق معبر رفح، والأنفاق التي تم إغلاقها لمدة 3 أيام، حدادًا على أرواح الجنود المصريين الذين سقطوا في الأحداث الأخيرة، وليس لمداهمة الجيش لعدد منها.
فجأة قال أحدهم، وصوته يملؤه الإصرار: "لن تنتهي الأنفاق.. ولن يستطيع أحد السيطرة عليها".
وتحول النقاش إلي جانب آخر، حيث اتهم شباب رفح جماعة "التكفير والهجرة" الذين يعتلون الجبال بشرق سيناء، بأنهم وراء جميع الأحداث، وأنهم ينتمون إلي القبائل البدوية التي تعمل فقط في تجارة السلاح والمخدرات، وهم أيضا من يستخدمون الأنفاق في هذه التجارة.
عدنا مرة أخري إلي طريقنا باتجاه كمين "الماسورة"، الذى تحمل المنطقة الموجود بها نفس الاسم، تلك التى تبعد عن رفح حوالي 8 كيلو مترات، واصطدمنا برأي أهالي المنطقة.
قال سليمان عوض "حسبي الله ونعم الوكيل في الأنفاق.. 80% من حصيلة مواردنا في شمال سيناء رايحة قطاع غزة من خلالها"، معتبرًا أنها مسمار في نعش أهالي محافظة شمال سيناء.
فجأة تجمع العشرات من سكان المنطقة حولنا، بعدما ارتفع صوت "سليمان" أثناء حديثه معنا، وهو يتألم من نقص الموارد والسلع الغذائية والبنزين وغيرها من الاحتياجات، فقاطعه أحمد أبوالتوب قائلا: "معظم مواردنا تصل إلي قطاع غزة بثلاثة أضعاف السعر عبر الأنفاق، فأين نحن من خير بلدنا؟، وغلق الأنفاق ليس الحل الوحيد، بل يجب فتح المعبر بالطرق الشرعية والقانونية، وعلي الرئيس محمد مرسي تنفيذ سوق حرة لنا، حتى نتمكن من ممارسة تجارتنا.. وعليه أن يعلم أن سيناء هى التى باتت محاصرة، وغزة هى التى تحررت، بعدما حصل أهلها على مواردنا من خلال التهريب".
كانت الصدمة، عندما تدخل يوسف الحلاق في الحديث، وقال: "الكل يعلم أن الفلسطينيين يحاولون السيطرة علي مدينة رفح، والتوسع في أرضهم من خلال دخولهم إلي البلاد والتمكن منها، كما يحدث في خطة الاستيطان الإسرائيلي، وتسبب رأي يوسف في حالة من الجدل والانقسام ما بين مؤيد ومعارض، وتحول الاتهام من إسرائيل إلي أهالي غزة، ليوضح انقسام الشارع السيناوي على نفسه، قبل أن يمتد إلي باقي الشعب المصري.

ليست هناك تعليقات: