محمد الظواهرى: شرع الله يمنع تعيين نائب قبطى للرئيس.. وقتل السادات كان حالا شرعا (2-2)
الثورات العربية لم تكن سلمية.. والجهاديون الإسلاميون سبب نجاحها وصول مرسى للسلطة عبر الانتخابات طريق «غير صحيح»
كتب : مجدى أبوالليل
تصوير : عمرو دياب
الأحد 29-07-2012 10:01
* ما توصيفك لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الذى قتل مؤخرا؟
- رحمه الله، هو بطل شهيد، وحرر المسلمين من خوفهم ورعبهم من عدوهم الأساسى أمريكا والغرب والحكام الظالمين.
* ما الأفكار والمعتقدات التى تؤمن بها بصفتك تنتمى إلى هذا التنظيم؟
- للأسف أغلب من تحدث باسم تنظيم القاعدة، فى مصر أو خارجها، لا يعرفون حقيقة التنظيم وكذلك من يدعون أنهم فى الحركات الإسلامية أيضا لا يعرفون القاعدة، وأنا أعرف تاريخهم وتاريخ تنظيم القاعدة منذ بداية نشأته، وهو لا يمثل غلوا أو تشددا، هم شباب يريدون تطبيق شرع الله، ولا يمثلون خطرا على أى شخص صادق مؤمن، وليسوا أصحاب فكر متطرف، بل وسطى معتدل، وهو الفكر السلفى الجهادى، فكر المسلمين فى كل مكان، نستطيع أن نجادل أى أحد بالحسنى. إن القاعدة من تحدثت باسم المسلمين.
* بماذا ترد على من يصورون شقيقك أيمن الظواهرى على أنه أكبر إرهابى فى العالم؟
- أيمن هو رأس الشوكة ورأس الحربة التى تحارب الطغيان والإمبريالية الأمريكية والظلم الواقع من أمريكا على دول العالم؛ لذا من الطبيعى أن تقاومه واشنطن، وتتخذ منه موقفا.
* إلى أى حد تساند شقيقك فيما يفعله؟
- أسانده لأنه يطبق شرع الله، وإن خالفه فإننا نخالفه ونتبع الشرع.
* هل هناك أية وسيلة اتصال بينكما؟
- لا؛ لأن أمريكا لو عرفت طرف خيط له فلن تتركه، ومن جانبنا نتمنى أن نتصل به ونتواصل معه ولكن لا نستطيع.
* عقب الحديث عن قانون العفو عن المتهمين فى القضايا السياسية، طُرحت قضية إمكانية عودة شقيقك إلى مصر، ما مدى إمكانية ذلك؟
- أيمن الظواهرى رجل رقيق المشاعر حساس يكتب شعرا، وهو فى غاية الأدب والأخلاق وليس كما يصوره الإعلام، ويحب بلده، وكما خرج رسول الله من «مكة» طاعة لله وهجرة فى سبيله، خرج أيمن من مصر، ليس خوفا من حكم قضائى أو مطاردة سلطان؛ بل خرج نصرة لله، ولم يخرج من مصر هاربا لكى يعود إليها بعفو، بل خرج يدافع عن عقيدة، ونسأل الله أن يعود إلى مصر منتصرا فاتحا بإذن الله، وأتمنى أن أراه فى أسرع وقت؛ فهو أخ عزيز وكبير وتعلمت منه كل شىء؛ هو أخى وأستاذى، لكنه لن يرجع إلا منتصر العقيدة أو يموت فى سبيلها كما مات الشيخ أسامة بن لادن.
* ما الأحكام التى صدرت ضد شقيقك، وهو فى الخارج، غير اتهامه فى قضية 1981؟
- صدر ضده حكم بالإعدام فى قضية «العائدون من ألبانيا»، وكان المتهم الأول فيها، وأنا المتهم الثانى، إلا أن القضاء العسكرى أثبت تلفيق القضية وحكم بالبراءة، واعتنق شقيقى الفكر الجهادى، فى الثانوية فى فترة الستينات، على يد شخص يدعى يحيى هاشم، كان يعمل وكيلا للنيابة واعتنق هذا الفكر دون أن يعلم والدى شيئا، وجرى القبض عليه فى 1981، وبعد أن خرج سافر من مصر عام 1985، والتقى «بن لادن» فى أفغانستان، وكانا تنظيميين ثم اتحدوا فى 2001، تحت اسم تنظيم الجهاد المصرى والقاعدة، وأطلقوا على أنفسهم قاعدة الجهاد، وهو الآن أمير تنظيم القاعدة ولا أحد يعرف مكانه.
* إذا كان القضاء العسكرى قد أثبت تلفيق قضية «العائدون من ألبانيا» كما تقول، فيعنى هذا أنه يمكنه العودة إلى مصر.
«العسكرى» امتداد لنظام مبارك.. والإعلان الدستورى المكمل هو «صنم العجوة»- هو ليس هاربا من أحكام، وإنما رجل لديه فكر يقاوم عدو المسلمين الأول أمريكا، ويقيم شرع الله فى أى مكان، وإذا انتهى الكفر وظهر الإسلام، سوف يتم تفكيك التنظيم، ولكن ما دام هناك جهاد فهم مستمرون.
* هل هناك وجود لتنظيم القاعدة فى مصر؟
- لا أعرف، لكن أقول إن فكر تنظيم القاعدة موجود فى أى مكان فى العالم، وهو فكر سلفى جهادى موجود فى كل مكان.
* هل هناك علاقة بين تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة الموجودة فى سيناء وتفجير خط الغاز؟
- ليس لدىّ معلومات، وأية عملية تنفذها القاعدة تعلن عنها، وطالما لم تعلن عن مسئوليتها عن تفجير خطوط الغاز فلا أحد يعرف.
* لماذا خرجت ضد المجلس العسكرى فى أحداث العباسية؟
- «العسكرى» امتداد لنظام مبارك، وهو ينسحب خطوة خطوة.
* كيف تقول إن العسكر ينسحبون من الساحة السياسية فى ظل الإعلان الدستورى المكمل الذى يؤكد وجودهم؟
- على الرغم من عدم إيمانى بالدستور ولا بالإعلان المكمل، فإن الإعلان المكمل يوضح التحايل الذى يستطيع به العلمانيون تغيير دينهم كل 10 دقائق؛ لأن القانون العلمانى يتبدل حسب مصلحة الحاكم، والإعلان المكمل هو صنم العجوة الذى كان يصنعه المشركون فى القديم فيعبدونه حينما يريدون وحين يجوعون يأكلونه، وإذا احتاج المجلس العسكرى أن يصنع قانونا وشرعا يصبح من يخالفه مجرما، نحن لا نعترف بكل هذا النظام السياسى.
* هل تثق فى أن يغير الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، هذا النظام «العلمانى»؟
- ننتظر لنرى، خصوصا أن الدستور الحالى الذى يقول إن «السيادة للشعب» علمانى، هل يتغير أم لا؟ ونحن لا نرى أن أسلوب الانتخابات الذى يتبعه «مرسى» صحيح؛ لأننا ضد كل ما يخالف شرع الله، ولا بد أن نغيره بالدعوة، وإذا أمرنا رب العالمين بالجهاد نجاهد، وأية طائفة تمتنع عن شعيرة واحدة من شعائر الإسلام وجب قتالها. فى وقتنا الحالى الأنظمة القائمة تمنع كل شعائر الله، لا تطبق شعيرة واحدة، حتى الزكاة التى تدفع الآن لا يعاقب من لا يدفعها، كذلك عدم الصلاة والزنا والسرقة، ويجب علينا السعى إلى تطبيقها بالدعوة والإرشاد والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، والقتال فى المواطن التى أباح فيها الشرع القتال.
المهندس محمد الظواهرى فى حديث لـ "الوطن"
* بعض أعضاء الحركة الإسلامية يبايع الرئيس مرسى أميرا للمؤمنين، ما رأيك؟
- أرفض أن يكون مرسى أميرا للمؤمنين، هو رئيس جمهورية مصر العربية بموجب دستور علمانى، وإذا جدّ جديد وأعلن نفسه خليفة للمسلمين وأسقط الدستور والقانون وطبق شرع الله عندها يكون لكل حدث حديث.
* هل ترى أن صعود مرسى للرئاسة يحقق دولة الخلافة؟
- ننتظر ما يحدث، ونعتبر أن الطريق الذى سلكه مرسى للوصول إلى السلطة طريق غير صحيح، وهو طريق الانتخابات والديمقراطية، وإن حقق دولة الخلافة بالانتخابات، فإنه سلك طريقا خطأ إلى أن وصل للحق.
* وستخرجون على الرئيس إذا لم يطبق شرع الله؟
- إذا كان الخروج شرعيا يحقق المصلحة للمسلمين سنخرج عليه، أى حاكم يمنع شرع الله يجب تغييره والإتيان بشرع الله بالوسائل المتاحة، منها الدعوة والأمر بالمعروف والعصيان المدنى والقتال فى حالة الاستطاعة ودرء الفتن، فكل شىء يستخدم فى موطنه حسب شرع الله.
* ما الموقف من إشراك الشعب فى الحكم بالقول باسم الشعب وحكم الشعب وسيادة الشعب؟
- هذا شرك بالله وكفر ومضاد للإسلام، إن الحكم إلا لله، وما يحدث الآن من أننا نجعل الحكم للشعب مضاد للإسلام.
* هل ترى أن قتل الرئيس محمد أنور السادات كان خطأ؟
- قتل السادات كان حلالا شرعا، أى إنسان يحكم بغير ما أنزل الله وكان مستحلا لهذا؛ فهو خرج من دائرة المسلمين، وإن لم يكن مستحلا فقتاله جائز شرعا.
* تطالب بتطبيق الشريعة، من يقوم بتطبيقها؟
- الحاكم المسلم هو المخوّل بتطبيقها، وإذا لم يكن هناك حاكم مسلم، فيطبقه العلماء والأمراء، وإن لم يفعلوا، يطبقها أى شخص ينتدبه الناس؛ فإقامة الخلافة وفرض الشريعة فرض عين.
أيمن الظواهرى رأس الحربة التى تقف أمام الطغيان الأمريكى.. وأتمنى أن أراه فى مصر قريباً* وإن لم يطبق الحاكم الشريعة؟
- إذا استمر حكم النظام العلمانى فإن على المسلمين السعى إلى تطبيق شرع الله كاملا، وهذا النظام العلمانى نعيش فيه منذ سقوط الخلافة.
* هل أنت مع وجود جماعة أو هيئة «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر»؟
- ما يقال الآن عن تلك الجماعة يقف خلفه فلول النظام السابق لتشويه صورة الإسلاميين، أما إذا حدث فى جو إسلامى فإنه يكون مثل الشرطة تطبق شرع الله وتمنع المعاصى دون الحدود، فى حين تكون الشرطة مختصة بتطبيق الحدود، وأرى أن هناك أشياء تفتعل الآن حتى تحدث بلبلة، وبواقى أمن الدولة تعبث بالبلاد حتى تحدث قلاقل وتخوفات من الإسلاميين.
* ما موقفكم من المرأة وقضية الحجاب والنقاب؟
- الإسلام حفظ المرأة وجعل العمل للرجل، وما يحدث الآن هو أن المرأة تعمل والرجل لا يجد عملا، لكن الإسلام أيضا وضع حالات لعمل المرأة عندما تكون عائلة ولا تجد من ينفق عليها، وهذا ليس الأصل؛ لأن مهمة المرأة أن تبقى فى المنزل لتربية الأجيال ولا تخرج للعمل لتأخذ مكان الرجل ويخرج أولادها فاسدين، وأن تخرج أيضا فى مجال عمل المرأة مثل أن تكون طبيبة للنساء فلا يجوز أن يطبب الرجل النساء، وخروج المرأة للعمل زاد من الفتن والرذيلة وأضاع الدخل القومى، وعندما تخرج المرأة للعمل تكون أمام زوجها فى أسوأ صورة وتكون أمام زميلها فى العمل فى أزين وأبهى صورة فيرى الرجل زميلته فى العمل أجمل من امرأته، وهذه فتن وظلم بين للمرأة، باسم الحرية والليبرالية، والأولى أن تغطى المرأة وجهها؛ لأن ذلك فضيلة.
* ما موقفك من حزب الجهاد الديمقراطى؟
- البعض من أعضاء الجهاد جاء فى نصف الطريق واختلف ورأى رؤية أخرى ونحن لا نحجر على أحد فى فكره، وهؤلاء الإخوة كانوا فى التيار الجهادى سابقا، وعليهم أن يقولوا إننا تركنا هذا التيار ويتحدثوا عن تيارهم الجديد، ولا يجوز إطلاق مسمى «الجهاد الديمقراطى»، ماذا يعنى؟ لا أؤيد الذين خرجوا عن الجهاد ولا أومن بالأحزاب على الإطلاق.
* التيارات الإسلامية الأخرى ترى أنكم تكفرون كل من يختلف معكم فى الرأى؟
- هذا لم يحدث، بل هناك من يعيب علينا لأننا لم نكفر التيارات المخالفة معنا، نحن لا نكفّر إلا من كفره شرع الله، والاحتياط هو عدم التكفير، علينا حملة شعواء لكى نكفر بعض التيارات ونحن نقول إن التكفير له ضوابط.
- المسألة فيها تفاصيل كثيرة، منها مثلا من لا يطبق شرع الله رافضا له؛ فهذا يكفر، ولكن من لم يطبق شرع الله عاجزا أو مكرها؛ فالأمر يختلف.
* كيف ترى زيارة بعض المسلمين والسياسيين، مثل رموز جماعة الإخوان المسلمين، الكنائس والتهنئة بأعياد المسيحيين؟
- أنا كمسلم لا بد أن أومن أن الدين المسيحى مبدل ومنكر أحدثوا فيه بدعة لا أقرهم عليها، فلا أشترك معهم فى شعائر أو قداسات أو أعياد، لكن كل مسألة فيها تفصيلات.
* هناك من يخالفك ويقول إنه لا يوجد خلاف عقائدى بيننا وبين النصارى؟
- من قال هذا لا يعلم عقيدة المسلمين ولا النصارى، فالخلاف بيننا عقائدى، ومن قال هذا الكلام أوضحه بأنه لم يكن يقصد، ومن قاله يجهل الواقع؛ لأن الجهاد فى الإسلام مبنى على الخلاف العقائدى.
* هل ترفض تعيين نائب قبطى للرئيس مرسى؟
- شرع الله يمنع ولاية غير المسلم على المسلمين.
* وما موقف الجهاد من السياحة والخمور والملاهى الليلية؟
- المجتمع كله مريض، وعند تغيير النظام العلمانى هذه الأشياء تزول وتنتهى، وأى شىء يخالف شرع الله نحن ضده، ونرفض السياحة العارية ونرفض البنوك الربوية ومع إلغاء الملاهى والكباريهات.
* إذا كان الإخوان والسلفيون قد دخلوا إلى البرلمان والرئاسة من أجل تطبيق شرع الله، فما خلافك معهم؟
- أرفضه وأعتبره أسلوبا غير صحيح.
* تقول إنك تعرضت لأشد أنواع التعذيب داخل السجون، هل لديك رغبة فى الانتقام؟
- لن أسامح فى حقى، وأتمنى أن أكون ممن يعفو ويصفح، ولو عاد بى الزمن للوراء كنت سأختار نفس الطريق، فنحن أول من دعا للعقيدة السلفية فى مصر، لكننا كتنظيم سرى كنا غير معروفين.
* لماذا خرجتم إلى أفغانستان وباكستان للجهاد ولم تخرجوا ضد مبارك؟
- كنا نرى أن تغيير النظام فى مصر بعيد عنا، ورأينا واجبا آخر يمكن أن نؤدى فيه.
* الشباب الأعزل استطاع أن يغير نظام مبارك وأنتم بالسلاح لم تغيروا شيئا، ما يعنى أن فكركم ثبت خطؤه؟
- الثورات العربية لم تكن سلمية، وراح ضحيتها آلاف الشباب، بينما عدد قتلى عمليات المجاهدين العسكرية أقل بكثير ممن قتلوا فى الثورات العربية، ومن ثم ادعاء أن الثورات كانت سلمية وأن حركاتنا كانت دموية لا يتفق مع الواقع، ونجاح الثورات العربية فى حين كانت هناك ثورات من قبل يجرى قمعها، جاء عندما شعرت أمريكا أن الشباب المجاهد يضربها فى عقر دارها، وفهمت أن الضغط من الحكام على الحركات الإسلامية يؤدى إلى انفجار الحركات الإسلامية داخل أمريكا، وقالت كونداليزا رايس إنه كانت تأتينا إشارات خاطئة من الشرق الأوسط تقول إن الاستقرار من مصلحة أمريكا، لكن ظهر لنا أن الإصلاح السياسى، ولو أدى إلى تغيير بعض الأنظمة، يمكن أن يأتى نتيجة «الفوضى الخلاقة»، وقال صفوت الشريف حين نزول أول الناس إلى التحرير إنها «الفوضى الخلاقة».
* تريد أن تقول إن للجهاديين دورا فى نجاح ثورة 25 يناير؟
- بالتأكيد؛ الجهاديون الإسلاميون سبب أساسى لنجاح الثورات العربية، وضغط الحركات الجهادية على أمريكا جعلها تسلم بتغيير الأنظمة، وغضت الطرف عن إسقاط نظام مبارك، وكان رئيس الأركان ليلة الثورة فى أمريكا وأخذ تعليمات بعدم تدخل الجيش المصرى.
* ولماذا نجحت أمريكا فى مساندة الثورات فى مصر وتونس ولم تنجح فى سوريا؟
- لأن الجيش السورى ليس مخترقا مثل الجيوش الأخرى، وبالتالى تلقى الجيش تعليمات ألا يستخدموا السلاح الأمريكى ضد الثوار.
* ما حقيقة أن ضباط أمن الدولة عادوا ليتصدوا لأعضاء الحركة الإسلامية؟
- لم أسمع عن ذلك، لكن هؤلاء الضباط موجودون بكثرة، وبينهم وبين الحركة الإسلامية ثأر، وسبق أن قدمنا إلى النائب العام 1800 شكوى، أحالها إلى لجنة تقصى الحقائق، ولم يتخذ ضدهم أى إجراء، ولدينا أسماء هؤلاء الضباط، وإذا تركنا العدالة تأخذ مجراها «بعض الرؤوس هتطير والوظائف ستذهب»، وهم الآن فى صراع بقاء ضد الحركة الإسلامية.
* هناك جماعات إسلامية قبلت بالمراجعات داخل الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد الذى تنتمى إليه، لماذا ترفضها؟
- هذه المراجعات بها مخالفات شرعية شديدة، ونرفضها، ونقبل الصلح مع أى نظام بشروط شرعية صحيحة.
* لكن ناجح إبراهيم وكرم زهدى يقولان إن القبول بالمراجعات أنقذ رقابا كثيرة محكوما عليها بالإعدام؟
- أنا أقول لمن يقول إن المراجعات منعت إعدام بعض الأشخاص: إن الإعدامات متوقفة من قبل أن تأتى المبادرات بعدة سنوات فى مصر، وعندما جاءت مبادرة الجماعة الإسلامية، جرى إعدام مجموعة من شبابها وشباب الجهاد، واضطهاد من لم يوافق عليها وتعذيبهم فى السجن، وكانت تلك المراجعات سببا فى التضييق على المخالفين ونزلت بسقف المطالب الإسلامية إلى الحد الأدنى. إن فى تلك المراجعات مخالفات شرعية.
* وما المخالفات الشرعية التى وقع فيها من قبل بالمراجعات من أعضاء الجماعة الإسلامية والجهاد؟
- حين عرضت علينا مبادرات وقف العنف رفضناها نحن لما فيها من محاولات تبرير باستخدام الشرع، وكونك تفعل شيئا مخالفا فإنه معصية، أما تبرير الفعل المخالف للشرع بالشرع فهو بدعة، وهذا ما حدث فى المراجعات، ولو قالوا نحن ضعفنا ونريد أن نرجع من الطريق، لا بأس، أما ما كان بالأمس واجبا شرعيا يصبح اليوم حراما منكرا فهذا ما لا نقبله، كلها كانت بتعليمات من أمن الدولة.
مراجعات الجماعة الإسلامية سبب إعدام شباب الجماعة.. ومبادرة «سيد إمام» مليئة بالأخطاء* وما رأيك فى مراجعات سيد إمام؟
- هددونى بالإعدام لقبول المبادرة المليئة بالأخطاء، وأفدحها أنه كان يخلط فيها بين الجائز والواجب، ويجعل أفعال الصحابة والرسول خطأ، عندما يقول إن من لا يملك إمكانيات الجهاد فلا يجب عليه، والخطأ الآخر فى مراجعة سيد إمام هو أنه قال إن للكفار حرمة فى دمائهم، وهى مخالفة لجمهور العلماء.
* تطالب أكثر من مرة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، كم عددهم؟
- إخواننا الأسرى فى سجون مبارك 40، فى مصر، ولا يمكن أن يقبل عقل أو دين أن يستمر سجن الذين قاوموا النظام البائد، فى قضايا ملفقة ومزورة، وعندما أعيد طرح قضية «العائدون من ألبانيا» وجدنا أنه لا توجد أدلة أو أحراز أو شهود غير ضباط أمن الدولة، وخرجنا بفضل الله، لكن هناك إخوانا لا يزالون فى السجون، مثل الشيخ أحمد سلامة مبروك، الذى ينفذ حكما بـ25 سنة، والشيخ يسرى عبدالمنعم، والإخوة فى قضية الزيتون الملفقة، وقضية الأزهر، ونطالب بالإفراج عن إخواننا الأسرى فى جميع سجون العالم مثل الشيخ عمر عبدالرحمن وأبوحليمة والسيد نصير فى أمريكا، وأبوقتادة الفلسطينى وعادل عبدالمجيد، المحبوسين فى لندن.
* هل يعنى ذلك أن جهادكم مستمر ضد أمريكا؟
- نعم، جهادنا مستمر ضدهم وكل من حالفهم من الحكام الخونة الذين أنشأوا لها قواعد على أراضيهم، وحلف الأطلسى الكافر الذى احتل بلاد المسلمين، والجهاد فى وقتنا الحالى فرض عين على الجميع، وهو نوعان: جهاد طلب وجهاد دفع، الأول أن نذهب إلى الكفار ونعرض عليهم الدعوة ثم الجزية وإن رفضوا نقاتلهم، وجهاد الدفع فرض عين واجب على الفلسطينيين، وإن لم يستطيعوا فمن حولهم مصر والأردن وسوريا وإن لم يكفوا تتوسع دوائر الواجب حتى تعم الأرض كلها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق