لم تعد الدعاية الانتخابية لمرشحي الانتخابات الرئاسية المصرية مهمة
المسؤولين عن الحملات الدعائية الرسمية فحسب، فمؤيدو المرشحين يشاركون بشكل
فاعل في الدعاية الانتخابية طوعا ودون مقابل للترويج لمرشحيهم.
وظهر اصطلاح "الدعاية الطوعية" في الشارع
الانتخابي المصري من خلال مؤيدي المرشحين الرئاسيين الذين يقتطعون من
أموالهم ووقتهم لدعم مرشحهم المفضل من خلال سياراتهم وشرفات منازلهم
ومتاجرهم وحساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك
وتويتر.
ولعل السيارات هي الوسيلة الأكثر
شيوعا في الدعاية الانتخابية فأصبحت شوارع مصر كرنفالا للمرشحين الرئاسيين
الذين تحتل صورهم الزجاج الخلفي والجانبي للسيارات.
مرزوق الروبي الذي يملك متجرا لبيع الملابس وجد من
سيارته وسيلة مثلى للدعاية لمرشحه الذي ألصق صورة كبيرة له على زجاج
السيارة الخلفي. ويقول مرزوق إنه اشترى صورة مرشحه من ماله الخاص من أمام
أحد المساجد، ولم يأت أحد ليطلب منه وضع الملصق الدعائي على سيارته كما حدث
مع بعض الناس وإنما سعى للحصول على الملصق لاقتناعه بمرشحه الرئاسي.
ويشير مرزوق إلى أن سر اقتناعه بمرشحه هو أنه
يعرفه منذ مدة طويلة من خلال الدروس الدينية التي كان المرشح يلقيها في
المساجد وأنه من أشد المعجبين به.
مرزوق لم يكتف بسيارته وإنما جعل من متجره أيضا
نافذة للترويج لمرشحه الرئاسي إذ يملك مرزوق متجرا للملابس في أحد الممرات
التجارية المزدحمة بمحافظة الجيزة، واتفق هو ومن معه من أصحاب المتاجر على
تعليق الملصقات الدعائية لمرشحهم الرئاسي على واجهات متاجرهم حتى يراها
زوار الممر التجاري، وجميع هؤلاء التجار غير مشاركين في الحملة الرسمية
لمرشحهم لكنهم اتفقوا على أن يقدموا له هذه الدعاية الطوعية لمساندته.
واجهة متجر للدعاية
واستعمل متجر صغير آخر في أحد شوارع القاهرة
واجهته بالكامل لتكون وسيلة دعائية للمرشح الذي يؤيده. ورغم صغر مساحة
المتجر إلا أن صاحبه استغل كل بقعة ممكنة في الواجهة ليضع الملصقات
الدعائية لمرشحه حتى أنه أعطى بعض الملصقات لأصحاب المتاجر المجاورة له
ليلصقونها على واجهات محلاتهم.
ويقول كمال صلاح صاحب المتجر الصغير إنه بعد
اقتناعه بمرشحه الرئاسي سأل عن عنوان مكتب الدعاية الخاص به وذهب إليه وطلب
الحصول على عدد كبير من الملصقات الدعائية الخاصة بمرشحه فأعطاه المكتب ما
أراد وعاد إلى متجره لتعليق هذه الملصقات.
ويشكو كمال من أنه يأتي إلى متجره صباحا ليجد أن
بعض الملصقات قد تم تمزيقها لكنه برر ذلك بأنه ربما لا يتفق معه البعض في
تأييده لمرشحه، لكنه كلما وجد الملصقات وقد مزقت ذهب ليحضر ملصقات جديدة
بدلا من التالفة.
الدعاية على الفيسبوك
ونذر الإعلامي زياد علي نفسه لخدمة الحملة الدعائية لمرشحه الرئاسي بشكل طوعي. فسيارته الخاصة تحمل صور مرشحه المفضل.
أما حسابه الشخصي على موقع فيسبوك فقد أصبح مسخرا
بالكامل للترويج لمرشحه. ونرى ذلك جليا في صورة حسابه الشخصي حيث استبدل
صورته بصورة مرشحه الرئاسي كما أن معظم مشاركاته تصب في الدعاية لمرشحه،
بالإضافة إلى مشاركته في مجموعات على فيسبوك تخص الدعاية للمرشح الذي
يؤيده.
ويقول زياد إنه أراد أن يكون إيجابيا وأن يخصص
جزءا من وقته وجهده خلال اليوم لدعم مرشحه الرئاسي مشيرا إلى أنه لم يتصل
بالقائمين على حملة الدعاية الرسمية الخاصة بمرشحه.
أما عن مشاركاته على صفحته على موقع فيسبوك فيقول
زياد إنه يحصل على هذه المشاركات من الصفحة الرسمية لمرشحه الرئاسية من
خلال اشتراكه بها ويقوم بنقل هذه المشاركات إلى صفحته الخاصة للترويج
لمرشحه بين أصدقائه.
دعاية مجانية
وعلى الرغم من كون الدعاية الانتخابية التطوعية
غير منظمة بالأساس إلا أنها ذات فائدة كبرى في الترويج للمرشحين الرئاسيين
بمصر إذ أن تكلفتها لا تدخل ضمن الحد الأقصى المسموح به للدعاية الانتخابية
لكل مرشح والذي يبلغ عشرة ملايين جنيه.
وهذا المبلغ حددته اللجنة العليا للانتخابات
الرئاسية المصرية التي أصدرت قرارا بتنظيم ضوابط فترة الدعاية الانتخابية
للمرشحين الرئاسيين، التى ستنطلق رسميا في الثلاثين من أبريل/نيسان الجارى
وتنتهي منتصف ليل الحادي والعشرين من مايو/ايار المقبل.
هناك ٣ تعليقات:
مشكووووووووووور .. موضوع ممتاز
مشكووووووووووور .. موضوع ممتاز
مدونة مميزة ... بموضوعاتها المتنوعة :)
إرسال تعليق