مع ثورة النت كاعلاميين لا نتحدث فقط ولكن ايضا نستمع باهتمام الى افكاركم فاهلا بتعليقاتكم ...مع ثورة النت نتحول كاعلاميين من متحدثين محترفين الى مستمعين محترفين اى الى باحثين فى تعليقاتكم عن كل ما يدفع الحياه الى الأمام...كلنا نحب ان يسمع الناس آراءنا...وهذه فرصه ذهبيه ليسمع الناس آراءك

السبت، ١٦ ربيع الأول ١٤٣٢ هـ

تحية الشهداء الأبرار

الشباب الذي سالت دماؤه الزكية علي أرض الميدان ما أن جاء ذكر شهدائه علي لسان جيشه ممثلا في أحد قادته العظام حتي توقف الجيش عن الكلام ليضرب سلاما معظما يماثل تحية الجندي لقائده‏..‏ ولاء المعجب لملهمه‏..‏ تبجيل حامي الحمي للوطن‏..‏ للنهر الخالد‏..‏ للعلياء‏..‏ للعطاء والشموخ والإباء والفداء والشباب‏..‏ سلام الإجلال لمن استحق الاحترام‏..‏ الاعتراف بالولاء لمن قدم روحه فداء للشعب بجميع طوائفه والجيش بجميع أجنحته‏..‏ تلك اليد القوية التي رفعت بالتحية الرسمية ترجمت في لحظات روح الملحمة المصرية التي أنطقت أوباما علي الأرض البعيدة بأن ثورة مصر كانت إلهاما لأكبر قوة علي ظهر الأرض‏..‏ يد جيش بلادي عندما ارتفعت بتحيتها العسكرية قالت الكثير‏..‏ الكثير‏..‏ رددت آيات الذكر الحكيم‏..‏ استشهدت بالحديث القدسي وأقوال النبي صلي الله عليه وسلم‏..‏ عبرت عن المصري الطيب الصبور الذي حمل علي صدره أحجار الهرم وارتفع بها‏,‏ وحمل علي كتفه القوس والسهم والسيف والبندقية وسار خلف تحتمس ورمسيس وصلاح الدين وقطز وبيبرس ومحمد علي‏,‏ وأمسك الفأس ليشق المحمودية والإبراهيمية والإسماعيلية ليعم الخير والنماء علي أرض مصر‏,‏ ثم حفر قناة السويس ليربط الغرب بالشرق‏..‏ يد المصري الذي ــ هو ــ في صمته مرغم وفي صبره مكره فتكلم فإذا بصيحة اليقظة تجتاح الجموع‏,‏ صيحة شدت ظهور الركع فمحت أصداؤها عار الخضوع‏,‏ صيحة بعثت فينا مجدنا عندما قال فيها كل فتي إني هنا إني هنا وأنا يا مصر فتاك بدمي أحمي حماك ودمي ملؤ ثراك‏..‏ يد الجيش عندما ارتفعت بالتحية كان نبض دمائها مصطفي كامل ولو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا‏,‏ وثورة عرابي وعمر مكرم وقبضة سعد زغلول عندما دب بها فوق مكتب الملك فؤاد يطالبه بحتمية الامتثال لرغبات الثورة‏,‏ ليقوم بعدها يفتح نافذة القصر يسمعه هتافات الشعب الثائر‏,‏ وأنغام سلامة حجازي وسيد درويش واسلمي يا مصر إنك الفدا‏,‏ وانتفاضات الصعيد عام‏1812,‏ وفلاحي المنوفية عام‏1823,‏ وجرجا عام‏1865‏ بزعامة أحمد الطيب التي قتل فيها آلاف الثائرين‏,‏ ورشيد ودمياط وطنطا‏,‏ وعبدالقادر مختار مأمور كفرالشيخ الذي انحاز للمتظاهرين‏,‏ ومثله مأمور جمهورية زفتي المستقلة‏,‏ وجمهورية المنيا برئاسة الشيخ عباس الجمل‏,‏ وثورة المنوفية وطنطا والمنصورة وقليوب التي حفر الثوار حولها خندقا‏,‏ والفيوم‏,‏ وأسيوط وجرجا وقنا وأسوان‏..‏ تحية قالت شكرا ومشاركة وحبا وعزاء وحزنا وشجنا ومؤاخاة ومواساة وأبوة وأخوة وأسوة حسنة وجامعا وكنيسة ومحمد وبطرس‏,‏ والوعد الحق والدم الحق والوطن الحق والتغيير الحق‏..‏ وسلام علي الشهداء‏..‏ سلام لأم الشهيد وأخت الشهيد وعروس الشهيد وابن الشهيد وساكن الرحم‏..‏ سلام لجنود دبابات الميدان حضن الثوار التي وجدوا أمنهم بين جنازيرها عندما لانت بمعجزة لتغدو خدورا ومرقدا وملجئا لأجسادهم الشابة تحيطهم بالدفء وتحميهم من غدر‏..‏ جنازير دبابات بلدي أذرع أمهات وحارس المدفع يقظا في الأعالي يحمي بعيون صقر جيل مصر الجديد المارد‏..‏ و‏..‏أقسم أن تلك التحية والسلام لم يخطط لها قائد الجيش الذي تجمع قسماته خليطا مذهلا من المهابة والصرامة والرجولة والقوة وقمم الإنسانية‏..‏ أقسم أن الموقف قد أنطقه عفويا بدلا من الكلام السلام‏..‏ قائد من الجيش أصبحت له طلعة حميمية‏,‏ ما أن يظهر علي الشاشة بملابسه العسكرية محاطا بأعلام وطننا الغراء حتي نستبشر خيرا‏,‏ ونستشف شفافية‏,‏ ونقرأ واقعا نأمل فيه مزيدا من قرارات إرساء دعائم التغيير‏,‏ ونتخذ حذرنا‏,‏ ونوحد صفوفنا‏,‏ ونتعالي عن ثأرنا‏,‏ ونستعد لثورة إرساء الديمقراطية البرلمانية المنقذة للثورة‏,‏ سناء البيسى

ليست هناك تعليقات: